تقنية

الخليج يستقبل ترامب.. زيارة «تاريخية» تقود التحول الاقتصادي العالمي


يبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، زيارته إلى منطقة الخليج العربي، وتشمل دول؛ السعودية والإمارات وقطر، في أول جولة خارجية له منذ عودته إلى البيت الأبيض مطلع العام الجاري.

تأتي الزيارة وسط تطورات إقليمية حساسة، حيث يعلق ترامب آمالاً على إبرام صفقات تجارية كبرى، في ظل تحديات تواجه جهود التهدئة في عدد من بؤر التوتر، وعلى رأسها قطاع غزة.

ووصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، الزيارة بأنها “عودة تاريخية” للرئيس إلى المنطقة، مشيرة إلى أن ترامب يسعى لتعزيز التبادلات التجارية والعلاقات الثقافية مع دول الخليج.

الخليج العربي محطة رئيسية

تأتي الجولة تأكيدًا لتوجه ترامب نحو دول الخليج باعتبارها محطات رئيسية في سياسته الخارجية، متجاوزًا بذلك الحلفاء الغربيين التقليديين.

ويشارك ترامب، خلال زيارته إلى الرياض، في منتدى استثماري رفيع المستوى، بحضور كبار رؤساء الشركات الأميركية، من بينهم لاري فينك (بلاك روك)، وأليكس كارب (بالانتير)، وديفيد ساكس، أحد أبرز المستشارين في مجال الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية.

ويتوقع أن تسفر الزيارة عن توقيع اتفاقات في مجالات تشمل التكنولوجيا، والطاقة، والذكاء الاصطناعي، والتطوير العقاري، حيث أعلنت “مؤسسة ترامب” في وقت سابق، عن مشاريع استثمارية جديدة في قطر والإمارات، بما في ذلك ملعب غولف وفلل فاخرة في الدوحة، وناطحة سحاب في دبي.

تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي

قال الدكتور أشرف غراب، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، إن زيارة ترامب إلى دول الخليج تستهدف في المقام الأول التركيز على تعزيز العلاقات الثنائية المشتركة وزيادة التعاون الاقتصادي والتجاري المشترك بينهما.

وأضاف غراب لـ”العين الإخبارية”، أنه من المتوقع أن تتركز المحادثات على القضايا الاقتصادية والأمنية والسياسية بشكل أوسع، وذلك بسعيه لتعزيز التعاون الثنائي الاقتصادي، خاصة في مجالات التكنولوجيا والطاقة.

استثمارات مرتقبة

ولفت إلى أن الرئيس الأمريكي يسعى لزيادة تدفق حجم الاستثمارات من الدول الثلاثة (الإمارات والسعودية وقطر) في أمريكا، لذا سيركز في زيارته على عقد صفقات اقتصادية متبادلة، خاصة أن أمريكا تعد الوجهة المفضلة للاستثمارات الخليجية، متفوقة على الصين، إضافة إلى أن زيارة ترامب سيسهم في تعزيز التعاون الدفاعي والتكنولوجي بين أمريكا ودول الخليج.

وتوقع أن تنجح الزيارة في إبرام اتفاقيات وصفقات استثمارية متبادلة بين أمريكا والإمارات والسعودية وقطر، خاصة في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والدفاع والبنية التحتية وغيرها، لتحقيق مكاسب مشتركة للطرفين.

وذكر أن الزيارة لها طابع اقتصادي أكثر وسيتم فيها التركيز على البعد الاستثمارات بشكل أكبر، في محاولة لتعويض ما يتكبده الاقتصاد الأمريكي من خسائر في ظل سياسات ترامب التجارية، إضافة إلى أن تعزيز التعاون الاقتصادي مع دول الخليج يفتح آفاقًا جديدة لتنويع اقتصادات دول الخليج.

وفي وقت سابق، أعلن البيت الأبيض، أن دولة الإمارات تعهدت بإطار استثماري مدته 10 سنوات بقيمة 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة، فيما أبدت السعودية رغبتها في توسيع استثماراتها في أمريكا بمبلغ إضافي قدره 600 مليار دولار في السنوات الأربع القادمة، وأكد ترامب أنه سيطلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان زيادتها إلى تريليون دولار.

مكاسب اقتصادية محتملة

وقالت الدكتورة هدى الملاح، مدير عام المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى الاقتصادية، أن زيارة الرئيس الأمريكي لدول الخليج تهدف لتحقيق مكاسب مالية واستثمارية، حيث ستركز في المقام الأول الاستثمارات المتبادلة.

وأضافت لـ”العين الإخبارية”، أن ترامب يسعى إلى ضمان تدفقات استثمارية خليجية إلى بلاده، كما حدث في فترات سابقة.

وفيما يخص أثر الزيارة على الاقتصاد الإقليمي، قالت: “إذا نتج عن الزيارة اتفاقيات في مجالات التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، أو الطاقة المتجددة، فذلك قد يمثل فرصة لتقدم اقتصادي ملموس، خاصة لدولة الإمارات التي قد تستفيد من دعم في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، وللسعودية إذا تم التفاهم حول مشروع الطاقة النووية السلمية”.

صفقات كبرى

قال أستاذ الاقتصاد الدولي، الدكتور كريم العمدة، إن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منطقة الخليج، تعكس توجهًا واضحًا نحو تعزيز المصالح الاقتصادية المشتركة، في إطار ما وصفه بـ”صفقة اقتصادية كبرى”.

وأوضح العمدة لـ”العين الإخبارية”، أن ترامب “لا يتحرك إلا بدافع المصلحة الاقتصادية”، مرجحًا أن زيارته تأتي ضمن خطة لعقد صفقات استراتيجية تشبه تلك التي يسعى لإبرامها مع الصين أو الاتحاد الأوروبي، مضيفًا: “ترامب يبحث عن شراكات اقتصادية بمبالغ تريليونية، خصوصًا مع السعودية، قطر، والإمارات”.

وفي ما يتعلق بالطاقة، أشار العمدة إلى احتمال طرح ملفات التعاون في مجال الطاقة، بما فيها الطاقة النظيفة، مضيفًا: “ترامب يبحث عن أي استثمارات تدخل الولايات المتحدة، سواء في الطاقة النظيفة أو التقليدية”.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى