تقنية

«الفقاعة الإمبراطورية».. أسرار زيارات الرئيس الأمريكي الخارجية التي قد لا تعرفها


تُجرى الزيارات الخارجية للرئيس الأمريكي وسط مظاهر من الفخامة والأبهة ترصدها عدسات المصورين بالفعل.

لكن تفاصيل كثيرة ربما لا يمكن ملاحظتها تطغى على كل ذلك في الحقيقة. وتؤثر التحركات الرئاسية على قطاعات النقل الجوى والبري وحتى قطاع الفنادق.

ووفقا لتقرير نشره موقع “بيزنس إنسايدر” في وقت سابق، فإن الرئيس والسيدة الأولى يسافران داخل “فقاعة إمبراطورية” حيث تحجز الحكومة الأمريكية طوابق كاملة من الفنادق، وتغلق المطارات، وتوقف حركة المرور على الطرق السريعة.

وأوضح التقرير أنه عندما يسافر أعضاء إدارة الرئيس الأمريكي، فإن ترتيبات رحلاتهم تتجاوز مجرد حجز تذاكر الطيران والفنادق. وترسل عدة وكالات أمنية عشرات العملاء لحماية المسؤول المسافر، وغالبًا ما تزور الخدمة السرية المدن قبل أشهر لترتيب الجوانب اللوجستية. وتُعرف طبقات الحماية، والمساعدين، والصحافة التي تُحيط بالمسؤولين الحكوميين خلال هذه الرحلات بـ”الفقاعة الإمبراطورية”.

التأثير جوا وبرا

ولتوفير رحلة جوية خالية من التوتر، تعلن الوكالات الوطنية عن قيود مؤقتة على الطيران قبل أيام من الرحلة المقررة، لتقييد الحركة الجوية في المناطق التي يسافر فيها الرئيس، أو نائبه، أو أي مسؤول أمني آخر. خلال سفر الرئيس، يمتد نطاق الحظر الجوي الأساسي لمسافة تقارب 10 أميال، حيث يُمنع على الطائرات التحليق تحت 18,000 قدم أو الهبوط في أي مطار داخل هذا النطاق. ويمكن للطائرات المرور عبر “الدوائر الخارجية” (التي تمتد لحوالي 30 ميلًا)، لكن لا يُسمح لها بالبقاء فيها.

أما في حالة سفر نائب الرئيس أو مسؤولين أقل رتبة، فغالبًا ما تُفرض منطقة “حظر طيران” مؤقتة أثناء الوصول، أو المغادرة، أو التواجد في المطار.

في بعض الأحيان، تهبط طائرة “إير فورس وان” أمام جمهور عام، وفي أحيان أخرى يتم استقبالها من قبل القادة المضيفين.

يُنقل المسؤول إلى موكب رسمي يتكون عادة من حوالي 20 مركبة، تجوب الطرق السريعة المغلقة لتوفير الوقت وضمان السلامة.

وتوفر الشرطة المحلية طبقة إضافية من الحماية للموكب في طريقه إلى أول وجهة رسمية، وأي مواقع أخرى بعدها. وتُعتبر فرقة الهجوم المضاد التابعة للخدمة السرية الطبقة الأكثر تسليحًا ضمن الموكب، وتسير خلف مركبة المسؤول مع قوات أخرى. وصرّح أحد العملاء السابقين لصحيفة واشنطن بوست بأن هذه الفرقة لا تكتفي بمراقبة المحيط بحثًا عن التهديدات، بل تكون مجهزة بسترات واقية وبنادق ثقيلة قادرة على “توفير كثافة نارية هائلة” في حال وقوع هجوم على الموكب.

إشعارات مسبقة للفنادق

وتحصل الفنادق على إشعار مسبق يتراوح بين أسابيع إلى شهور عند زيارة مسؤولين كبار، وتُخصص جميع الخدمات وفقًا لمتطلبات فرقهم.

وقال فرانك أرنولد، المدير العام لفندق ريتز كارلتون في تورونتو، لـ”بيزنس إنسايدر” إن الضيوف من كبار الشخصيات — مثل أعضاء الإدارة — يختارون الغرف أو الأجنحة المناسبة بناءً على عدد الموظفين المرافقين لهم.

ورغم الضرورة الأمنية، غالبًا ما تكون هذه المتطلبات الكبيرة سببًا في تقارير حول فواتير الفنادق الضخمة، مثل عندما أنفقت السيدة الأولى ميلانيا ترامب 174,000 دولار على إقامة فندقية خلال رحلة استغرقت 12 ساعة إلى تورونتو.

والفواتير الباهظة للسفر شائعة. فعلى سبيل المثال، واجه الرئيس الأسبق باراك أوباما والسيدة الأولى ميشيل أوباما انتقادات عندما كلفتهما رحلتان منفصلتان إلى بالم سبرينغز وآسبن في نفس عطلة نهاية الأسبوع، مع فرق أمنية، 272,192 دولارًا.

وكشف عميل أمني سابق لصحيفة أوريغونيان أن الطابق الذي يُقيم فيه المسؤول يتم حجزه بالكامل، بالإضافة إلى الطابقين أعلاه وأسفله — أي أنه يتم استئجار ثلاثة طوابق كاملة طوال مدة الزيارة، مما يزيد التكاليف بشكل كبير.

وتؤثر الإجراءات الأمنية أيضًا على تجربة الجمهور في الجو، أو في الفنادق، أو حتى في حركة المرور خلال زيارات المسؤولين. فعلى سبيل المثال، فإن الرحلات التي يقوم بها ترامب إلى نادي الغولف الخاص به في نيوجيرسي غالبًا ما تُسبب ازدحامًا في المجال الجوي وعلى الطرق.

ضيوف كبار الشخصيات وفرقهم يحددون كذلك مستوى وصول العامة خلال الرحلة، بما في ذلك دخولهم أو خروجهم من الفنادق.

تُبقي فرق الخدمة السرية ووحدة الحماية الرئاسية طوقًا أمنيًا حول الرئيس في جميع الأوقات، وفي بعض المناسبات يوفر وجود الشرطة المحلية طبقة إضافية من الحماية.

ويكون العملاء على أهبة الاستعداد للتدخل إذا اقترب أي شخص — أو حتى حيوان — أكثر من اللازم.

وعلى الرغم من أن “إير فورس وان” هي وسيلة النقل الأكثر شهرة للرئيس، إلا أن طائرة احتياطية مطابقة تُرافق الرحلات لضمان وجود خطة خروج بديلة للرئيس أو السيدة الأولى في أي وقت.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى