عيد الأضحى 2025.. شروط الأضحية وحكمها وطريقة التعامل معه

يحتفل ملايين المسلمين حول العالم بعيد الأضحى المبارك، حيث تتصدّر سُنّة الأضحية أبرز الشعائر الرمزية والعبادية.
ورغم حرص كثير من المسلمين على أداء الأضحية في موسمها المبارك، إلا أن جهل البعض بالشروط والضوابط الشرعية قد يُفقد الذبح قيمته التعبدية، أو يُنقِص من ثوابه وأثره، ما يُحَتِّم أهمية الرجوع إلى الفقه الصحيح والفهم الدقيق، لا سيما أن الشريعة وضعت منظومة متكاملة تحكم هذا النسك العظيم، حددتها دار الإفتاء المصرية في دليل وافي عبر 13 سؤالاً يضع بين يدي المُضحّين كل ما ينبغي معرفته من أحكام وآداب.
ما هي الأضحية ولماذا شُرِعَت؟
بحسب ما جاء في دليل دار الإفتاء، فإن الأضحية هي ما يُذبح تقربًا إلى الله في أيام النحر، بشروط مخصوصة، ولا تُحتسب الأضحية إلا إن توافرت فيها نية التعبّد، والتوقيت المشروع، والنوع المحدد من الأنعام. أما ما يُذبح لأغراض دنيوية كالإطعام أو التجارة، أو ما يُقدَّم كعقيقة أو هدي، فليس من الأضحية في شيء.
وقد شُرعت الأضحية شكرًا لله على بلوغ أيام ذي الحجة المباركة، وقد دل عليها الكتاب والسنة والإجماع، لقوله تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ [الكوثر: 2]، ولفعل النبي صلى الله عليه وسلم، كما ورد في حديث أنس أنه ضحى بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده، وسمى وكبر.
ما حكمها وشروطها؟
اتفقت المذاهب الفقهية الكبرى على أن الأضحية سنة مؤكدة للقادرين، غير أن تركها يُفوّت على المسلم فضلًا عظيمًا. وذهب بعض العلماء كالحنفية ومالك في قول إلى أنها واجبة.
ومن شروط الأضحية أن تكون من الأنعام: الإبل، البقر، الجاموس، الغنم (ضأنًا أو ماعزًا). ويجزئ عن الشخص الواحد ذبح شاة، أو الاشتراك في سبع من بقرة أو بدنة. كما يجب أن تكون الأضحية قد بلغت السن الشرعي: جذعة من الضأن (6 أشهر على الأرجح)، أو ثنية من الماعز (سنة)، أو البقر (سنتان)، أو الإبل (خمس سنوات).
ولا تصح الأضحية إلا إذا كانت خالية من العيوب الفاحشة، ومملوكة للمُضحّي أو مأذونًا له بها، ويشترط أن يكون الذابح مسلمًا أو من أهل الكتاب، وأن يُسمي الله عند الذبح.
كيف نُضحّي كما ضحّى النبي؟
يُستحب للمُضحّي أن يذبح بنفسه إن استطاع، اقتداء بالنبي، ويبدأ الذبح بعد صلاة العيد في الأمصار، أو بعد فجر يوم النحر في غيرها، ويستمر حتى غروب شمس آخر أيام التشريق (رابع يوم العيد).
ومن آداب الذبح: استقبال القبلة، حدة السكين، عدم إظهارها للذبيحة، الإضجاع على الشق الأيسر، والرفق في التعامل مع الذبيحة. كما يُستحب الدعاء أثناء الذبح بقول: «بسم الله، والله أكبر، اللهم هذا منك ولك»، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
أما تقطيع اللحم وتوزيعه، فالسنة أن يُقسم إلى ثلاثة أثلاث: ثلث يأكله المُضحّي وأهله، وثلث يُهدى، وثلث يُتصدق به، مع جواز التصدق بكل اللحم أو أكله كله بحسب الحاجة، لا سيما للفقراء.
ما الذي يجب أن ننتبه إليه؟
تنبيه مهم من علماء الإفتاء: الجهل بهذه الأحكام لا يعفي من الخطأ، وقد يُبطل الأضحية أو يُنقص أجرها، لذا من الواجب على المسلم العزم على الإتقان، والتحري عن الشروط، وتقديم القربة لله بقلب خاشع وعمل متقن، ففي هذا النسك تتجلى أعظم معاني التوحيد والتسليم والطاعة، اقتداءً بإبراهيم الخليل وسيدنا محمد خاتم النبيين، عليهم الصلاة والسلام.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز