اخبار السعودية

ليالٍ أبرد في شمال المملكة رغم شهرة المصايف.. مفارقة مناخية يوضحها “المسند”

وأشار “المسند” إلى أن هذه الظاهرة يمكن تفسيرها بعدة عوامل علمية مترابطة، تتعلق بالموقع الفلكي، وطبيعة المناخ، وتوزيع الإشعاع الشمسي، وذلك على النحو التالي:

أولًا، الموقع الفلكي وزاوية ميلان الشمس، إذ تقع المناطق الشمالية على خطوط عرض أعلى (نحو 30–32° شمالًا)، بينما تقع المصايف الجنوبية على خطوط عرض أدنى (18–21° شمالًا). ومع اقتراب موعد الانقلاب الصيفي (21 يونيو)، تميل الشمس نحو مدار السرطان (23.5° شمالًا)، فتسقط أشعتها بشكل أكثر تعامدًا على المصايف، مما يزيد من تسخين سطح الأرض نهارًا ويؤخر برودة الليل، بينما في الشمال تكون الزاوية مائلة فيقل الامتصاص الحراري وتبرد الأرض سريعًا بعد الغروب.

ثانيًا، الجفاف وقلة الرطوبة في الشمال تُعدّ عاملاً أساسيًا. إذ أن قلة الرطوبة تسمح للحرارة بالإشعاع بسهولة نحو الفضاء ليلاً، على عكس المصايف التي تكون أكثر رطوبة واستقرارًا حراريًا.

ثالثًا، صفاء السماء وقلة الغطاء السحابي تميّز أجواء الشمال. فالغياب شبه الدائم للسحب يسهم في تسرب الحرارة الأرضية ليلًا بفعالية، فيما تميل المصايف إلى بعض الغطاء السحابي الذي يحتجز شيئًا من حرارة النهار.

واختتم الدكتور المسند توضيحه بالإشارة إلى أن هذه المفارقة تسلط الضوء على ثراء التنوع المناخي داخل المملكة، وتعكس في الوقت ذاته روعة ودقة النظام الكوني الذي أبدعه الخالق سبحانه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى