يفوق هيروشيما 200 مرة.. الصين تكشف عن أقوى صواريخها النووية

في خطوة نادرة وغامضة، كشفت الصين عن معلومات تتعلق بصاروخها النووي المتطور من طراز دي إف-5بي.
وبحسب تقرير لصحيفة ذا صن البريطانية، يتمتع الصاروخ الباليستي العابر للقارات، بمدى هائل يتجاوز 12000 كيلومتر وقدرة تدميرية تفوق قنبلة هيروشيما بـ200 مرة، ما يجعله أحد أبرز أسلحة الردع الاستراتيجية لدى بكين.
وذكر الصحفي لي زيشين على منصة “إكس”، أن الصاروخ يتمتع بدقة إصابة تبلغ حوالي نصف كيلومتر، مما يضع معظم أوروبا وجميع الولايات المتحدة ضمن نطاقه إذا أُطلق من داخل الأراضي الصينية. فعلى سبيل المثال، تبلغ المسافة بين بكين ولندن نحو 8,000 كيلومتر، ومن الصين إلى نيويورك حوالي 11000 كيلومتر.
وتصل القوة التفجيرية للصاروخ إلى ثلاثة إلى أربعة ميغاطن، أي ما يعادل 200 مرة قوة القنبلة النووية التي دمرت مدينة هيروشيما في عام 1945، والتي بلغت قوتها حوالي 15 كيلوطنا من مادة تي إن تي، كما يفوق بكثير القنبلة التي استهدفت ناغازاكي والتي بلغت قوتها 21 كيلوطنا.
ويتميز الصاروخ أيضا بتقنية الرؤوس الحربية المستقلة متعددة الأهداف (MIRV)، والتي تتيح له حمل ما يصل إلى 10 رؤوس نووية يمكن توجيه كل منها إلى هدف مختلف، وهو ما يجعل من عملية اعتراض الصاروخ بواسطة أنظمة الدفاع الصاروخي أمرًا بالغ الصعوبة، ويزيد من خطورته وفتكه بالمقارنة مع الأسلحة النووية التقليدية.
وقد وصف تليفزيون الصين الرسمي هذا الصاروخ بأنه “جيل الصين الأول من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات”. وتجدر الإشارة إلى أن النسخة الأولى من هذا السلاح، دي إف-5، دخلت الخدمة في عام 1981، بينما تم تطوير النسخة الحالية في عام 2015.
ولا يزال الدافع وراء هذا الكشف النادر عن قدرات الصين النووية غير واضح، إلا أن محللين يرون أنه قد يكون جزءًا من سعي بكين إلى إظهار التحديث العسكري ورسالة ردع موجهة إلى خصومها، خاصة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية.
ويأتي هذا الكشف بعد أيام فقط من نشر الصين لقاذفاتها النووية الأشد فتكًا على جزيرة صغيرة في بحر الصين الجنوبي، حسبما أظهرت صور أقمار صناعية التُقطت في 19 مايو/أيار. وتظهر الصور طائرتين ضخمتين من طراز إتش-6 متمركزتين في مطار جزيرة وودي.
ورغم أن هذا الطراز يعود تصميمه إلى خمسينيات القرن الماضي مستندًا إلى طائرات الحقبة السوفياتية، إلا أن الطائرات خضعت لتحديثات كبيرة تمكنها من حمل صواريخ نووية وفرط صوتية.
وتُعد هذه المرة الأولى منذ خمس سنوات التي تُرصد فيها هذه القاذفات المتطورة في تلك القاعدة الجوية. وكان مسؤولون استخباراتيون أمريكيون قد حذروا في وقت سابق من احتمال إقدام الصين على السيطرة على الجزر التايوانية الصغيرة كخطوة تمهيدية لهجوم شامل ضد تايوان.
وفي سبتمبر/أيلول 2024، أطلقت الصين صاروخًا نوويًا عابرًا للقارات نحو المحيط الهادئ، في أول تجربة من نوعها منذ أربعة عقود.
وأفادت وزارة الدفاع الصينية حينها بأن الصاروخ كان يحمل رأسًا وهميًا، وأنه سقط في “المناطق البحرية المتوقعة” ضمن خطة تدريب سنوية، مؤكدة أن الاختبار “لم يكن موجّهًا ضد أي دولة أو هدف محدد”، وأن “الدول المعنية قد تم إبلاغها مسبقًا”، وفقًا لتقارير إعلامية.
هذا التصعيد في إظهار القدرات النووية الصينية يعكس، على الأرجح، رغبة بكين في تعزيز موقفها الاستراتيجي والردعي في وقت تتزايد فيه التوترات مع الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز