«R-73» في مهمة «انتحارية».. درع «هش» بوجه صواريخ روسيا

منذ اندلاع الحرب، تسعى أوكرانيا لابتكار وسائل وأسلحة جديدة مثل إعادة استخدام صواريخ جو جو كأنطمة للدفاع الجوي.
منذ اندلاع الحرب تسعى أوكرانيا لابتكار وسائل وأسلحة جديدة مثل إعادة استخدام صواريخ جو جو كأنطمة للدفاع الجوي.
عقب عملية “بيرل هاربور روسيا” التي شنتها أوكرانيا واستهدفت خلالها قواعد جوية في عمق الأراضي الروسية بواسطة مسيرات، يبدو أن الكرملين عازم على شن حملة انتقامية واسعة النطاق من المرجح أن تتسبب في معاناة كبيرة للأوكرانيين في ظل نقص أنظمة الدفاع الجوي وذلك وفقا لما ذكره موقع “ناشيونال إنترست” الأمريكي.
وعلى مدار سنوات الحرب، حاولت أوكرانيا ابتكار وسائل جديدة مثل محاولة بناء دفاعات جوية مُرتجلة، حيث يتم الآن تحويل صواريخ جو-جو الأوكرانية من طراز R-73 (AA-11 Archer)، المُصممة أصلاً للاستخدام من قِبل الطائرات الحربية في القتال الجوي، إلى أنظمة دفاع جوي أرضية، أو بحرية، تعتمد على الطائرات المُدرّنة في جميع أنحاء أوكرانيا.
شبكة دفاع
وتتضمن شبكة الدفاع الجوي الأوكرانية، بعض أنظمة الدفاع الجوي الأرضية مثل أنظمة 9K33 Osa (SA-8) معدلة وقامت القوات الأوكرانية، بتعديل أنظمة صواريخ أرض-جو قصيرة المدى ” 9K33M3 Osa-AKM” لإطلاق صواريخ R-73 بدلاً من صواريخ 9M33 القياسية.
ويمكن لكل نظام” Osa” معدل حمل زوج من صواريخ R-73 التي تُطلق من سكة حديدية، مما يعزز قدرته على استهداف المسيرات الروسية والطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض ويتيح هذا التعديل قدرة أكبر على الحركة والمرونة
كما طوّر لواء الهجوم الثالث الأوكراني نظام ” Dragon H73″، وهو منصة دفاع جوي متنقلة يتم تركيب قاذفتا R-73 عليها على شاحنة هامفي أمريكية الصنع.
وجرى تصميم هذا النظام خفيف الوزن وعالي الحركة لاستهداف الطائرات المسيرة والطائرات الحربية الروسية، مستفيدًا من قدرة” R-73 ” على التوجيه بالأشعة تحت الحمراء لمواجهة التهديدات على ارتفاعات منخفضة بفعالية.
أما بالنسبة لتطبيقات الطائرات المسيرة البحرية، فقد زوّدت كييف طائرات “Magura-7 ” البحرية المسيرة بصواريخ R-73 لمهاجمة الطائرات الروسية فوق البحر الأسود. ومن أبرز النجاحات إسقاط طائرة مقاتلة روسية من طراز Su-30 ومروحيات Mi-8 في عام 2024، لتسجل أول حالات معروفة لاستخدام قوارب مسيّرة صواريخ جو-جو لتدمير الطائرات.
دفاع «مبتكر»
يتيح التوجيه بالأشعة تحت الحمراء لصاروخ R-73 لهذه الطائرات المسيرة رصد البصمات الحرارية للطائرات المروحية أو النفاثة التي تحلق على ارتفاع منخفض، مما يوفر دفاعًا مبتكرًا ضد الأصول الجوية الروسية.
ومع ذلك، فإن صاروخ R-73 أقل فعالية بكثير ضد الصواريخ الباليستية عالية السرعة، وخاصة صواريخ إسكندر كينزال الروسية، التي تخطط موسكو بلا شك لاستخدامها لتدمير أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية في وقت قصير.
وصاروخ R-73 هو صاروخ جو-جو؛ يتمثل دوره الرئيسي في مواجهة طائرات العدو والمسيرات وصواريخ كروز الأبطأ يتطلب تكييف صواريخ جو-جو لأدوار الصواريخ أرض-جو تعديلات تقنيةمما يؤثر سلبًا على موثوقية ودقة هذه الأنظمة مقارنةً بصواريخ سام المصممة بالأساس لهذا الغرض.
وعلى الرغم من استخدام صاروخ R-73 بكفاءة، إلا أنه سيكون بلا فائدة تذكر إذا تغلبت الضربات الروسية المحتملة على الأوكرانيين، باستخدام الصواريخ بعيدة المدى المتطورة والوفيرة المتاحة لديهم.
ولا شك أن الاستخدام المبتكر والفريد لصاروخ R-73، الذي نتج عن يأس شديد في مواجهة الهجوم الروسي، قد ساعد أوكرانيا.
ومع ذلك، فمن غير المرجح أن توفر هذه الطريقة المؤقتة للدفاع الجوي نوع الدفاع الذي توفره أنظمة الدفاع الجوي الحقيقية ولسوء حظ كييف، فإن المخزونات الغربية من أنظمة الدفاع الجوي المصممة خصيصًا قد استنفدت بشكل كبير.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز