تنويع مصائد الأسماك «بيولوجياً» يعزز الأمن الغذائي

في محاولة لتعزيز القيمة الغذائية للأسماك، يقترح الباحثون تنويع مصادرها.
تعتمد العديد من المجتمعات على الأسماك كمصدر للغذاء والاقتصاد، لكن تواجه مصايد الأسماك بعض التحديات في ظل التغيرات المناخية والطلب المتزايد عليها عالميًا. لذلك، دائمًا يبحث العلماء والباحثون عن حلول فعّالة لتغطية الاحتياج العالمي للأسماك، وفي نفس الوقت، الحفاظ عليها وجعلها أكثر استدامة. وهذا ما عملت عليه مجموعة بحثية بقيادة الدكتور “سيباستيان هيلبيرن” (Sebastian A. Heilpern)؛ إذ ركزوا على القيمة الغذائية للأسماك؛ فوضعوا قائمة لأكثر الأسماك التي يعتمدها عليها الناس، وقارنوا تلك القائمة ببيانات المحتويات الغذائية في كل نوع.
وخلصوا إلى أنّ النظام الغذائي الأمثل، هو الذي يعتمد على كميات أقل من الأسماك، لكنها أكثر تنوعًا وقادرة على الصمود في مواجهة الضغوطات المختلفة. ونشر الباحثون دراستهم في دورية “نيتشر ساستينابيليتي” (Nature Sustainability) في 27 مايو/أيار 2025
تواصلت العين الإخبارية مع الدكتور “سيباستيان هيلبيرن” في حوار حصري بشأن الدراسة.
إليكم نص الحوار..
1- ما هي أهم التحديات التي تواجه قطاع مصايد الأسماك في ظل تغير المناخ المتسارع اليوم؟
هناك العديد من التحديات التي تؤثر على مصايد الأسماك في ظل تغير المناخ الحالي. ستستجيب أنواع عديدة من الأسماك بشكل سلبي لارتفاع درجات الحرارة، والتغيرات الهيدرولوجية المتطرفة، والتحمض، وما إلى ذلك. ستتراوح الاستجابات بين تغيرات في الوفرة وتحولات في نطاقات الصيد. إن إدارة مصايد الأسماك لضمان استدامة صيدها على المدى الطويل أمرٌ صعبٌ للغاية بالفعل، لذا فإن إضافة التغيرات الناجمة عن المناخ إلى ذلك، ستُعرّض أنظمتنا الغذائية المائية العالمية (أي مصايد الأسماك) لضغطٍ شديد.
2- وما فوائد تنوع مصادر الأسماك؟
توصلنا إلى أن تعزيز تنوع الأنواع السمكية يمكن أن يؤدي إلى نتائج غذائية أفضل للناس، ويوفر فرصًا لاختيار أنواع للاستهلاك البشري تتميز بخصائص مثل صغر حجمها وتنوعها الحراري الواسع (أي أنها أكثر تحملًا لدرجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة). عندما يتوفر المزيد من التنوع البيولوجي (أي الأنواع المتاحة للاختيار من بينها)، يمكننا اتخاذ خيارات أفضل! تخيلي نفسك وأنتِ تذهبين إلى السوق. لو كانت جميع خياراتك نوعًا واحدًا من الخضراوات؛ فهذا ليس بالأمر الجيد. ولكن مع وجود المزيد من الأنواع والعناصر، يُمكنك اتخاذ خيارات أفضل.
3- وما المنهج الذي اتبعتموه في دراستكم للوصول إلى هذه النتائج؟
استخدمنا مزيجًا من البيانات، وحددنا أولًا الأنواع التي يُمكن استخدامها كغذاء وفقًا للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة. ثم حددنا أماكن تواجد هذه الأنواع في العالم (أي في أي دول) لوضع قائمة بالأنواع المُحتملة لكل دولة. بعد ذلك، ربطنا هذه البيانات بتقديرات محتوى العناصر الغذائية لكل نوع. وهكذا، أصبح لدينا الآن قائمة بالأنواع لكل دولة ومحتواها الغذائي.
وأخيرًا، استخدمنا تقنية حسابية تُسمى “التحسين المُقيد” لتحديد الأنواع، لكل دولة، التي يُمكنها تلبية الاحتياجات الغذائية البشرية بأقل قدر من الكتلة الحيوية. يُعد تقليل الكتلة الحيوية المطلوبة أمرًا مهمًا لأن الإفراط في الاستغلال هو في الأساس عملية استخراج كمية كبيرة جدًا من الكتلة الحيوية السمكية. لذا، إذا تمكنا من إيجاد طرق لتقليل ذلك مع تلبية احتياجات التغذية البشرية، فهذا أمر جيد!
4- اقترحت دراستكم التركيز على القيمة الغذائية. ما فوائد ذلك؟
نحتاج إلى الحفاظ على وظائفنا البيولوجية، ولهذا نحتاج إلى التغذية، بما في ذلك عناصر مثل الحديد والزنك وجزيئات مثل أحماض أوميغا 3 الدهنية. والأسماك غنية جدًا بهذه العناصر الغذائية. ومن هنا يأتي تركيزنا على التغذية!
5- ما هي توصياتكم لتعزيز استدامة مصايد الأسماك عالميًا؟
تشجيع استغلال واستهلاك مجموعة متنوعة بيولوجيًا من الأنواع الصغيرة. بمعنى آخر، استخدم التنوع البيولوجي بذكاء!
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز