كيف يتسبب الهواء الملوث في تفاقم الخرف؟

قد تتفاقم مشاكل تلوث الهواء إلى أمراض في الدماغ كالخراف.
مع تفاقم الاحترار العالمي تتفاقم أزمة الهواء الملوث الذي يتنفسه الإنسان وجميع الكائنات الحية الأخرى الموجودة على سطح الأرض، ما يؤدي إلى انتشار الأمراض وفساد المنتجات والمحاصيل.
وقد ربطت العديد من الدراسات العلمية بين تلوث الهواء وتفاقم الأمراض. وفي هذا الصدد، أجرت مجموعة بحثية دولية دراسة معمقة لتكشف أنّ تلوث الهواء قد يؤدي إلى تآكل الدماغ، وتفاقم أمراض الخرف، ونشر الباحثون دراستهم في دورية “ذا لانسيت بلانتاري هيلث” (The Lancet Planetary Health) في 24 يوليو/تموز 2025.
والخرف مصطلح يُشير إلى الأعراض التي قد تؤثر على القدرات العقلية، مثل الزهايمر، وتُشير التقديرات إلى أنّ هناك أكثر من 57.4 مليون شخص حول العالم متأثر بأمراض الخرف، ومن المتوقع أن يتضاعف ذلك العدد 3 مرات بحلول 2050 ليصل إلى 152.8 مليون حالة.
تحليل
أجرى الباحثون مراجعة شاملة، حللوا من خلالها بيانات من خلال 51 دراسة لأكثر من 29 مليون شخص لتحديد مدى فرص الإصابة بالخرف، وكان أغلب المشاركين من الدول ذات الدخل المرتفع مثل دول أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا وأستراليا. وركزوا على رصد أكثر أنواع لتلوث الهواء المتسببة في أمراض الخرف.
ارتباط
لاحظ الباحثون ارتباط 3 أنواع من ملوثات الهواء والخرف، وتلك الأنواع هي:
1- الجسيمات الدقيقة
ويبلغ قطرها نحو 2.5 ميكرون أو أقل (PM2.5)، وتُستنشق بعمق في الرئتين، وعادةً تأتي تلك الجسيمات من مصادر متعددة، مثل انبعاثات الصناعة ومحطات الطاقة والسيارات ومواقد حرق الأخشاب وغبار البناء. وتتكون في الغلاف الجوي عند تفاعلها مع الملوثات الأخرى مثل أكاسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت، ويمكنها أن تبقى عالقة في الغلاف الجوي لفترات أطول.
2- ثاني أكسيد النيتروجين
وهو أحد الملوثات الرئيسية، ناتج عن احتراق الوقود الأحفوري، وينبعث من عدة مصادر مثل وسائل النقل وعودام السيارات والصناعة. وقد يتسبب التعرض لتركيزات مرتفعة من ثاني أكسيد النيتروجين إلى تهيج الجهاز التنفسي، ما قد يؤدي إلى تفاقم بعض الحالات مثل الربو.
3- السخام
وينتج عن انبعاثات عوادم السيارات وحرق الأخشاب، لكنه يتسبب في حبس الحرارة، ما يؤثر على المناخ، وقد يخترق الرئتين بعمق عند استنشاقه، ما قد يؤدي إلى تفاقم أمراض الجهاز التنفسي وتزداد مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
ماذا وجدوا؟
لاحظ الباحثون أنّ كل 10 ميكروجرام لكل متر مكعب من السخام، يزداد الخطر النسبي للإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 17%. بينما مع كل 10 ميكروجرام لكل متر مكعب من ثاني أكسيد النيتروجين، يزداد خطر الإصابة بالخراف بنسبة 3%.
وهناك العديد من الآليات التي تُفسر كيفية تسبب تلوث الهواء في الخرف، من ضمنها: التهاب الدماغ والإجهاد التأكسدي الذي يتسبب في تلف الخلايا والبروتينات والحمض النووي. تلك تلوث الهواء يتسبب في تحفيز تلك العمليات.
يرى الباحثون أنّ هناك حاجة لجهود أكثر صرامة على العديد من الملوثات الناتجة عن الجهات المسببة لها؛ حفاظًا على الصحة العامة، والحد من انتشار أمراض الخرف.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز