غروندبرغ يفضح إرهاب الحوثي.. ويحدد 3 أولويات لحل الأزمة اليمنية

تحدث المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ عن 3 أولويات لحل الأزمة اليمنية، كاشفا عن ممارسات الحوثي الإرهابية خلال الفترة الماضية ما أغضب المليشيات التي اعتبرته “منحازا”.
وفي إحاطته في جلسة مفتوحة أمام مجلس الأمن، قال الوسيط الدولي إنه “لا تزال الاضطرابات الإقليمية تقوّض فرص إحلال السلام والاستقرار في اليمن، في ظل وضع بالغ الهشاشة”، مشيرا إلى وجود “حاجة ملحّة إلى اتخاذ تدابير استباقية وبراغماتية، تمهّد الطريق للسلام في اليمن”.
وحدد غروندبرغ 3 أولويات “لإرساء أسس لحلول دائمة في اليمن، ابتداء من دعم خفض التصعيد على خطوط المواجهة، والعمل مع الأطراف على أسس وقف إطلاق النار”، مشيرا إلى أن خطوط المواجهة اتسمت في أغلب الأحيان بمستويات مستقرة من الأعمال العدائية، بما فيه هجوماً كبيرًا شنه الحوثيون في 25 يوليو/تموز على جبهة العلب في صعدة، وأسفر عن أعداد كبيرة من القتلى والجرحى من الجانبين.
وأعرب غروندبرغ عن قلقه من تعزيزات لمليشيات الحوثي لمواقعها في الحديدة، مؤكدا الحاجة إلى “تهدئة فعّالة وحوار أمني بين الأطراف”.
وأشار إلى أن “الأولوية الثانية تتمثل في إرساء مسار للمحادثات بين الأطراف بما يتماشى مع الالتزامات التي تم التعهد بها تجاه خارطة الطريق في ديسمبر/كانون الأول 2023 ولعدم فقدان البوصلة تجاه هذه الالتزامات، من الضروري الاستمرار في اتخاذ تدابير تبني الثقة وتحسّن الحياة اليومية لليمنيين”.
وفي هذا الصدد، أكد المبعوث الأممي أنه يشهد “زخمًا إيجابيًا ومتناميًا لتحسين الوصول إلى الطرق في عدد من مناطق البلاد، ولا سيما الطريق الذي يربط بين محافظتي البيضاء وأبين”، وشجع الأطراف على التعجيل بفتح طرق حيوية إضافية.
وقال إنه “يمكن للأطراف أيضاً إحراز تقدم نحو محادثات سياسية أوسع نطاقاً من خلال إيجاد حلول وتسويات تمكّن الاقتصاد اليمني من العمل بفعالية لتوفير السلع والخدمات للجميع”.
اقتصاديا، رحب المبعوث بالخطوات الأخيرة التي اتخذها البنك المركزي اليمني في عدن، والحكومة اليمنية على نطاق أوسع، لمعالجة انخفاض قيمة العملة في الآونة الأخيرة”.
وقدم التهاني للحكومة اليمنية على التحسن الملحوظ في سعر الصرف في مناطق الحكومة اليمنية، وأشاد بجهود الحكومة في استقرار أسعار السلع الأساسية في ضوء الارتفاع الأخير في قيمة العملة.
وأعرب المبعوث عن أسفه لتصعيد مليشيات الحوثي اقتصاديا واتخاذ قرارات أحادية وتصعيدية تهدد بتعميق الانقسامات بين مؤسسات الدولة وهياكلها، من بينها إصدار عملات معدنية جديدة من فئة 50 ريالاً وأوراق نقدية من فئة 200 ريال، وهو ما يفاقم تجزئة الريال اليمني ويعقّد المناقشات المستقبلية لتوحيد الاقتصاد اليمني ومؤسساته.
وأكد أن “هذه الخطوات الحوثية في الاتجاه الخاطئ”، مشيرا إلى أهمية الحوار بين الأطراف باعتباره السبيل الوحيد للتوصل إلى حلول مستدامة وطويلة الأمد لجميع القضايا التي تمس الحياة اليومية لليمنيين.
وأوضح غروندبرغ أن “الأولوية الثالثة تتمثل بمواصلة العمل مع المنطقة والمجتمع الدولي من أجل استقرار اليمن ودعمه. ويشمل ذلك تلبية الحاجة إلى ضمانات أمنية، بما في ذلك ما يتعلق بالبحر الأحمر”.
واعتبر المبعوث “الضبط الأخير لشحنة كبيرة من الأسلحة ومعدات التكنولوجيا المتطورة قبالة ساحل اليمن على البحر الأحمر يؤكد مجدداً ضرورة تذكير جميع الدول الأعضاء بواجبها في الامتثال الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بحظر الأسلحة”، في إشارة لتهريب إيران للأسلحة.
وأشار إلى أنه “في أعقاب غرق سفينتين قبالة الساحل الغربي لليمن مطلع يوليو/تموز، لم يُرحَّل حتى الآن بعض أفراد طاقم سفينة إم/في إترنيتي سي الناجين إلى بلدانهم الأصلية”، داعيا مليشيات الحوثي التي تحتجزهم إلى “تسهيل عودتهم الفورية”.
وأضاف” لكي يحظى اليمن بفرصة حقيقية للسلام، لا بد من حمايته من التورط المتزايد في دوامة الاضطرابات الإقليمية المستمرة نتيجة الحرب في غزة، ولذلك، يجب أن تتوقف الضربات ضد السفن المدنية في البحر الأحمر”.
كما يجب “وقف الهجمات الصاروخية على إسرائيل والهجمات الإسرائيلية اللاحقة على اليمن”، مؤكدا الحاجة الماسة إلى خفض تصعيد العنف وتجديد التركيز على الدبلوماسية لحماية الشعب اليمني وتوفير استقرار إقليمي أوسع.
وفي ختام إحاطته، ذكر غروندبرغ باستمرار مليشيات الحوثي اختطاف 23 موظفاً تابعين للأمم المتحدة، إلى جانب آخرين من المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية ومنظمات المجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية، في أوضاع يائسة، مؤكدا أن هذا أمر غير مقبول ويجب الإفراج عنهم جميعاً فوراً ودون قيد أو شرط.
وأثار بيان المبعوث غضب مليشيات الحوثي التي خرجت عبر ما يسمى “وزارة الخارجية” تهاجم غروندبرغ وتعتبره منحازا للحكومة المعترف بها دوليا.
وزعمت مليشيات الحوثي أن “إحاطة المبعوث غروندبرغ تدور في حلقة مفرغة وتبتعد عن الأسباب الجذرية للأزمة في اليمن”، مشيرة إلى أن سكها للعملات، استهدفت “حماية الاقتصاد” حد قولها.
كما زعمت أنها هجماتها على اسرائيل “تضامن مع غزة” وليس جزءاً من الصراع الداخلي، واتهمت المليشيات المبعوث بتنفيذ “أجندة الدول المعادية” وأن قرار “إعلان إنهاء عمله بات أمرا واردا”، حد قولها.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز