الإمارات وأنغولا تبحثان تعزيز التعاون في المجالات التنموية والاقتصادية

تبحث الإمارات وأنغولا تعزيز آفاق التعاون في مجالات عدة؛ تشمل الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتنمية والطاقة المتجددة، بهدف تعميق العلاقات بين البلدين.
ووصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، اليوم الإثنين، إلى القصر الرئاسي في لواندا، حيث كان في استقباله جواو مانويل غونسالفس لورينسو رئيس جمهورية أنغولا، وذلك في إطار “زيارة دولة” يقوم بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى أنغولا.
وجرت للشيخ محمد بن زايد آل نهيان مراسم استقبال رسمية لدى وصول موكبه إلى القصر، حيث أطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيباً بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ثم توجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الأنغولي إلى منصة الشرف وعزف السلام الوطني لكل من دولة الإمارات العربية المتحدة وأنغولا، واصطفت ثلة من حرس الشرف تحية وترحيباً بزيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وأمس الأحد، وصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى أنغولا في زيارة رسمية، بهدف تعميق العلاقات بين البلدين.
ومن المتوقع أن يركز الاجتماع على العلاقات الاقتصادية ومجالات التنمية الأخرى التي من شأنها تعزيز الروابط بين الإمارات وأنغولا، وتحقيق الرخاء لشعبي البلدين، وفقًا لوكالة أنباء الإمارات (وام).
وتشمل استثمارات الإمارات في أنغولا، إحدى أكبر الدول المنتجة للنفط في أفريقيا، قطاعات الموانئ، والطاقة النظيفة، والعقارات، والدفاع، والزراعة.
كما شهدت السنوات القليلة الماضية اهتمامًا متزايدًا بالأسواق الأنغولية، لا سيما في قطاعات التعدين والمعادن الأساسية، والتحول في مجال الطاقة، والخدمات اللوجستية البحرية، والزراعة، في ظل سعي البلدين لتعزيز علاقاتهما.
إرث عريق من التعاون
أقامت دولة الإمارات العربية المتحدة علاقات دبلوماسية مع أنغولا عام ١٩٩٧، ووقعت العديد من الاتفاقيات الثنائية في السنوات التالية.
تحرص دولة الإمارات على تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع أنغولا من خلال استثمارات كبيرة في قطاعات حيوية عدة، تشمل الطاقة والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية البحرية. كما تتوافر فرص للتوسع في مجالات أخرى عديدة، أبرزها الأمن الغذائي والقطاع الزراعي بشكل عام.
بلغ حجم التجارة غير النفطية بين دولة الإمارات وأنغولا 2.2 مليار دولار أمريكي في عام 2024، بنمو قدره 36.3% مقارنة بعام 2019. وقد تعززت العلاقات الاقتصادية بين البلدين بشكل ملحوظ منذ عام 2021، عندما تم التوصل إلى اتفاقية بين شركة مصدر ووزارة الطاقة والمياه الأنغولية لاستكشاف إمكانية تنفيذ برنامج للطاقة الشمسية وتخزين الطاقة.
كما تم التوصل إلى اتفاقية بين شركة موانئ أبوظبي ووزارة النقل الأنغولية في عام 2023 لتطوير الخدمات والبنية التحتية البحرية في جميع أنحاء البلاد.
كما وقّع مكتب أبوظبي للصادرات اتفاقيتي تمويل مع الحكومة الأنغولية بقيمة 445 مليون درهم. وستُنشئ هاتان الاتفاقيتان مركزي بيانات ومنصة حوسبة سحابية، بالإضافة إلى تركيب إنارة شوارع باستخدام مصابيح صديقة للبيئة في مدن لواندا، ومالانجي، وإندالاتاندو، وأويجي الأنغولية.
في يناير/ كانون الثاني، أرسلت دولة الإمارات العربية المتحدة 25 سيارة إسعاف، بالإضافة إلى معدات ومستلزمات طبية متنوعة، إلى أنغولا في إطار مبادرة الدولة العالمية البالغة قيمتها 220 مليون دولار لدعم قطاع الصحة في أفريقيا.
زار رئيس أنغولا أبوظبي العام الماضي لإجراء محادثات رفيعة المستوى. واستكشف البلدان آفاق التعاون في مجالات تشمل الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتنمية والطاقة المتجددة.
نموذج للشراكة المتوازنة
وفي سياق متصل، أكد سالم علي الشامسي، سفير دولة الإمارات لدى أنغولا، في تصريحات نقلتها مواقع إماراتية، أن العلاقات الإماراتية الأفريقية تُعد نموذجاً للشراكة المتوازنة القائمة على الثقة والاحترام المتبادل، مشيراً إلى أن هذه العلاقات لم تعد تقتصر على الصداقة والتعاون بل تحولت إلى إطار استراتيجي يسعى لتحقيق التنمية والازدهار لشعوب القارة.
وأوضح الشامسي أن دولة الإمارات أسست منذ عقود شبكة متينة من الشراكات مع الدول الأفريقية في مجالات متعددة، تشمل الطاقة المستدامة، والأمن الغذائي، والبنية التحتية، والتعليم، والتحول الرقمي، والرعاية الصحية، لافتاً إلى أن هذه الجهود أسهمت في دفع عجلة التنمية في مختلف أنحاء القارة.
وأشار السفير إلى أن العلاقات الثنائية بين الإمارات وأنغولا، التي تعود جذورها إلى عام 1997، شهدت تطوراً ملحوظاً انعكس إيجاباً على مجالات التعاون السياسي والاقتصادي والتجاري والإنساني، مؤكداً أن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى أنغولا تجسد التزام الدولة بتعزيز شراكاتها الأفريقية وتوسيع آفاق التعاون.
وتأتي الزيارة في وقت تتولى فيه أنغولا رئاسة الاتحاد الأفريقي، وهو ما يعزز مكانتها كفاعل رئيسي في قضايا البنية التحتية والطاقة والسلام والأمن والتكامل الاقتصادي.
وفي هذا السياق أشاد الشامسي بالدور المحوري لأنغولا في تمثيل القارة داخل المحافل الدولية مثل الاتحاد الأفريقي ومجموعة العشرين ومؤتمر الأطراف ومجموعة «بريكس».
وفيما يخص التعاون الاقتصادي، أكد سالم علي الشامسي أن الإمارات تولي أهمية كبيرة لتوقيع اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA)، حيث أبرمت الدولة بالفعل اتفاقيات مع عدة دول أفريقية، منها كينيا وموريشيوس والكونغو وأفريقيا الوسطى، مشيراً إلى أن إبرام اتفاق مماثل مع أنغولا سيفتح المجال أمام تعزيز دور القطاع الخاص الأنغولي وزيادة التدفقات الاستثمارية بين البلدين.
ولفت الشامسي إلى أن أنغولا تُعد وجهة استثمارية واعدة بفضل مواردها الطبيعية وإمكاناتها الاقتصادية، مشيراً إلى أن المستثمرين الإماراتيين يبدون اهتماماً متزايداً بالسوق الأنغولي، وهو ما انعكس في مشاريع استراتيجية شملت الطاقة والمعادن الحيوية والموانئ.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز