تقنية

جيل جديد يقتحم وول ستريت.. شباب أمريكا يقودون طفرة الاستثمار


شهدت سوق الأسهم في الولايات المتحدة طفرة غير مسبوقة في حجم الاستثمارات، مع تغيرات لافتة في التركيبة الديموغرافية للمستثمرين.

وبحسب تقرير جديد صادر عن معهد JPMorgan Chase للأبحاث ونشره موقع “أكسيوس”، فإن المزيد من الشباب وذوي الدخل المنخفض باتوا يندفعون نحو الاستثمار في الأسواق المالية بوتيرة أسرع من أي وقت مضى، مما يشير إلى تحوّل جوهري في كيفية بناء الثروة لدى الجيل الجديد.

تحول في التفكير المالي

ووفقا للتقرير، فإن “عدد أقل من الشباب في سن 25 يمتلكون منازل، لكن عددًا أكبر منهم يستثمرون في سوق الأسهم”، بحسب جورج إكيرد، مدير الأبحاث في المعهد.

وتشير البيانات إلى أن حوالي ثلث من يبلغون 25 عامًا يمتلكون الآن حسابات استثمارية، وهو ما يمثل زيادة بمقدار 6 أضعاف مقارنة بعام 2015.

ومن حيث الدخل، فالأشخاص من أصحاب الدخول دون المتوسطة أصبحوا أكثر بخمسة أضعاف في استثمار أموالهم مقارنة بما كانوا عليه قبل عقد من الزمان.

دوافع التحول

ويُرجع التقرير هذا التغير إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها الجائحة، حيث أدت فترات الحجر الصحي إلى زيادة وقت الفراغ، مما ساهم في زيادة التداول، خاصة مع حصول المواطنين على شيكات دعم مالي عززت قدرتهم على الدخول إلى الأسواق.

كما قامت التكنولوجيا بدور في ذلك، حيث إن انتشار تطبيقات التداول الرقمية و سهولة عملية الاستثمار جعلت الدخول إلى السوق أسهل وأقرب إلى تجربة ترفيهية.

علاوة على ذلك، فإن الأسعار القياسية، وهي ارتفاع أسعار الأسهم والعملات الرقمية جذب الانتباه، لا سيما من الجيل الشاب.

وعلى الرغم من أن عدد المستثمرين الجدد في تزايد، إلا أن مستويات الادخار الشخصي والنمو في الدخل الحقيقي لا تزال منخفضة مقارنة بفترة ما قبل الجائحة. وقد لاحظ الباحثون أن الكثير من المستثمرين الجدد يتبعون سلوك “الشراء عند الانخفاض” أو الاندفاع وراء الترندات، دون أساس مالي متين.

وبحسب كريس ويت، رئيس المعهد، يبدو أن فئة الشباب، خاصة من ذوي الدخول المحدودة، تُظهر حساسية عالية تجاه حركة الأسعار، حيث يُقدمون على الشراء عند تسجيل الأسواق لارتفاعات أو انخفاضات ملحوظة.

لكن هذا التفاعل غالبًا ما يكون مؤقتًا، ويشير إلى أن هؤلاء المستثمرين قد لا يتبعون أفضل الممارسات المالية. “ما نراه هو أن الكثيرين يشترون بعد أن ترتفع الأسعار، وهذا يعني أنهم يدخلون السوق متأخرين”، 

نصيحة تقليدية

وينصح خبراء الاستثمار دائمًا باتباع استراتيجية “الاستثمار المنتظم” أو ما يُعرف بـDollar-Cost Averaging، أي شراء الأسهم بمبالغ ثابتة وفي فترات منتظمة، لتجنب مخاطر التفاعل العاطفي مع تقلبات السوق.

ويتساءل المحللون: هل هؤلاء المستثمرون الجدد مجرد ملاحقين للترندات، أم أنهم يشكلون مستقبل الاستثمار في أمريكا؟ مع ازدياد مشاركة الأفراد، قد يُجبر المستثمرون المؤسسيون في وول ستريت على إعادة النظر في كيفية تفاعلهم مع حركة السوق.

وما يبدو واضحًا أن المشهد الاستثماري الأمريكي يدخل مرحلة جديدة، تقودها أجيال شابة، وأدوات تكنولوجية، وتغيرات اقتصادية عميقة.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى