إرث آلان ديلون على المحك.. تقارير طبية قد تغيّر مسار المعركة القضائية

لا يزال إرث أسطورة السينما الفرنسية آلان ديلون، الذي توفي في 18 أغسطس/ آب من العام الماضي، مثار جدل كبير داخل أروقة المحاكم الفرنسية.
وتحوّل الخلاف بين أبنائه إلى نزاع قضائي معقد تتداخل فيه العاطفة العائلية مع المصالح المالية. أحدث تطورات القضية تمثلت في لجوء ابنه الأصغر، آلان-فابيان، إلى القضاء للمطالبة بإبطال وصية والده الأخيرة، مستنداً إلى تقارير طبية تثبت – بحسب قوله – أن النجم الراحل لم يكن في كامل وعيه وقدرته على التمييز عند توقيع الوثائق.
وتتمحور القضية حول وصيتين متناقضتين: الأولى تعود إلى عام 2015، وقسّمت ثروة ديلون بين أبنائه الثلاثة بواقع 50% لابنته أنوشكا، و25% لكل من شقيقيها أنطوني وآلان-فابيان، فيما جاءت الوصية الثانية، الموقعة في جنيف عام 2022، لتمنح أنوشكا وحدها الحق الأخلاقي في إرث والدها، وهو ما اعتبره شقيقاها إقصاءً غير عادل.
النزاع لم يقف عند حدود الوصايا، بل شمل أيضاً هبة سابقة حصلت بموجبها أنوشكا على 51% من أسهم شركة Alain Delon International Distribution المالكة لحقوق صورة الممثل واسمه التجاري.
الابن الأصغر يستند في دعواه إلى تقارير طبية تراكمت منذ إصابة والده بجلطة دماغية عام 2019، وتشير إلى معاناته من تدهور إدراكي حاد شمل فقدان الذاكرة وضعف التركيز والفهم، إضافة إلى دخول متكرر للمستشفيات في سويسرا. وقد دعمت محكمة مونتارجيس هذه المزاعم بقرارها في أبريل 2024 وضع ديلون تحت “إشراف قضائي مشدد”، معتبرة أنه يعاني من اضطرابات معرفية تحد من قدرته على التعبير عن إرادته بحرية.
النزاع بين الأشقاء سرعان ما اتخذ بعداً عاطفياً وقانونياً في آن واحد، حيث يشكك آلان-فابيان في الظروف التي وُقعت فيها الوصية والهبة، مؤكداً أن والده لم يكن قادراً حينها على التمييز.
وبينما يصف مراقبون القضية بأنها امتداد لنزاعات الإرث الشهيرة التي طالت عائلات النجوم في فرنسا، إلا أن خصوصيتها تكمن في ارتباطها باسم ديلون، أحد أبرز رموز السينما الأوروبية والعالمية. ومع تضارب الوثائق والتقارير الطبية، تبدو هذه المعركة القضائية مرشحة للاستمرار طويلاً، وسط ترقب من الرأي العام الفرنسي والعالمي.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز