تقنية

اليوم الدولي للعمل الخيري 2025.. مبادرات عابرة للقارات تعزز ريادة الإمارات


من أفغانستان في آسيا إلى الكونغو في أفريقيا، مرورًا بألبانيا في أوروبا، تمتد أيادي الإمارات البيضاء بالدعم الخيري والإنساني والإغاثي.

مبادرات عابرة للحدود والقارات، ترسخ مكانة الإمارات كعاصمة عالمية لعمل الخير، في وقت يحتفي فيه العالم بـ”اليوم الدولي للعمل الخيري”، الذي يحل 5 سبتمبر/ أيلول.

مبادرات تعزز روح التضامن العالمي من أجل رفع آثار الأضرار المترتبة على الأزمات والكوارث الطبيعية والحروب والصراعات، تؤكد للعالم أجمع أن العمل الخيري في دولة الإمارات متأصل منذ قيام الاتحاد على يد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي رسخ قيم الخير والبذل والعطاء لسعادة البشرية جمعاء دون النظر إلى الأصل أو العرق أو اللون أو الجنسية أو الدين أو الملة.

وسيرا على درب المؤسس، تولي دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، أولوية قصوى بالأعمال والأنشطة والمبادرات الخيرية التي تقدمها لجميع المستضعفين والمنكوبين حول العالم.

فأينما يممت وجهك بالعالم، ستجد أيادي الإمارات البيضاء حاضرة في كل مكان، تشهد ويشهد معها تاريخ الإنسانية على عطاء لا ينضب ومسيرة خير مستدامة تجسد مفهوم الأخوة الإنسانية كما ينبغي أن يكون، وتبعث الأمل في نفوس العالم بغد أفضل.

مبادرات تُرجمت على أرض الواقع باحتلال الإمارات لسنوات عديدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياساً إلى دخلها القومي.

بلغة الأرقام، بلغ عدد المستفيدين من المساعدات الخارجية التي قدمتها الإمارات منذ تأسيسها عام 1971 وحتى منتصف عام 2024 أكثر من مليار شخص، وبقيمة تجاوزت 368 مليار درهم.

ويرتفع هذا الرقم بشكل كبير مع احتساب المساعدات التي قدمتها الإمارات حول العالم منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم.

وعلى مدار الأسابيع الثلاثة الماضية فقط، امتدت أيادي الخير الإماراتية بيد الدعم والمساندة لأكثر من 7 دول في 3 قارات حول العالم، هي أفغانستان واليمن وفلسطين ( قارة آسيا)، ألبانيا والجبل الأسود(قارة أوروبا)، الكونغو وتشاد (قارة أفريقيا).

جهود الإمارات الإنسانية في الدول السبع ترصدها “العين الإخبارية” في التقرير التالي، لتزامنها مع اليوم الدولي للعمل الخيري.

زلزال أفغانستان

البداية من قارة آسيا حيث تحل تلك المناسبة، في وقت يواصل فيه فريق من قيادة العمليات المشتركة وفريق البحث والإنقاذ الإماراتي مهام البحث والإنقاذ ومساندة المتضررين جراء الزلزال الذي ضرب المناطق الشرقية من أفغانستان.

وكان الفريق قد غادر الإمارات الأربعاء تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وبدأ فور وصوله في تنفيذ عمليات التقييم الميداني بالتنسيق مع السلطات المحلية، بما يضمن تعزيز كفاءة جهود البحث والإنقاذ، وتوسيع نطاق الاستجابة، وتوفير الدعم اللوجستي والإغاثي للمناطق المتضررة، والعمل على إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح وانتشال الناجين من تحت الأنقاض.

وتتزامن جهود فريق البحث والإنقاذ الإماراتي مع إرسال دولة الإمارات عبر ذراعها الإنساني، هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، مساعدات إنسانية عاجلة تضم مواد إغاثية أساسية ومستلزمات طبية وخيام إيواء، بهدف دعم المتضررين والجرحى والمصابين، والتخفيف من آثار الكارثة على العائلات المنكوبة.

سيول اليمن

ومن دعم المتضررين من زلزال أفغانستان إلى دعم المتضررين من سيول اليمن، تتواصل جهود دولة الإمارات العربية المتحدة الخيرية والإنسانية.

ضمن أحدث مبادرت الدعم، قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة مطلع الشهر الجاري مساعدات إنسانية عاجلة لصالح 960 أسرة تضررت من السيول التي اجتاحت مناطق الساحل الغربي لليمن.

وشملت المساعدات التي قامت بتوفيرها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، خيم إيواء ومواد غذائية ومستلزمات أساسية للأسر المتضررة جراء السيول، بما يساعدهم على مواجهة التحديات المعيشية ويخفف من معاناتهم في هذه الظروف الصعبة.

وقبل يومين، قدمت الإمارات مساعدات إنسانية جديدة في وادي نخلة الحديد بالساحل الغربي لليمن، حيث تم توزيع خيام إيواء على الأسر المتضررة من الأوضاع الإنسانية الصعبة.

جاءت هذه المبادرة بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي، الذي لعب دوراً رئيسياً في تنظيم العمليات اللوجستية وتوزيع المساعدات.

تسعى الإمارات من خلال هذه المبادرات إلى تحسين ظروف الحياة للنازحين والمحتاجين في اليمن، حيث تظل الأوضاع الإنسانية في البلاد تتطلب مزيداً من الدعم والمساعدة.

تعكس هذه الخطوة التزام الإمارات بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني في أوقات الأزمات، ودعم جهود الإغاثة الإنسانية في المناطق الأكثر تضرراً.

المساعدات الإماراتية إلى غزة

حرب غزة

ومن دعم المتضررين من الكوارث الطبيعية في آسيا، إلى دعم ضحايا الحروب والصراعات في القارة نفسها، يحل اليوم الدولي للعمل الخيري، فيما تواصل سفينة حمدان الإنسانية التاسعة ضمن عملية “الفارس الشهم 3″، بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي الإبحار متجهة إلى ميناء العريش في جمهورية مصر العربية، تمهيداً لإدخال شحنتها من المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة، في إطار الدعم الإنساني المستمر الذي تقدمه دولة الإمارات للأشقاء الفلسطينيين.

ويبلغ إجمالي حمولة السفينة 7000 طن من المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية المتنوعة.

وتشمل الحمولة 5000 طن من الطرود الغذائية، و1900 طن من المواد الغذائية لدعم المطابخ الشعبية، و100 طن من الخيام الطبية لدعم القطاع الطبي و5 سيارات إسعاف.

وتأتي هذه الخطوة امتداداً لسلسلة من المبادرات الإنسانية التي أطلقتها دولة الإمارات، ضمن عملية “الفارس الشهم 3″، التي تجسد التزام الإمارات الراسخ بنهجها الإنساني في مَدّ يد العون للمحتاجين والمتضررين، بالتعاون مع مؤسساتها الخيرية والإنسانية.

وقدمت دولة الإمارات مساعدات طبية وإغاثية وغذائية إلى غزة منذ بدء التصعيد الإسرائيلي في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ، عبر كل السبل المتاحة برًّا وبحرًا وجوًّا، بقيمة إجمالية تجاوزت 1.5 مليار دولار أمريكي، لتتصدر دولة الإمارات قائمة الدول الأكثر دعمًا لغزة، وفقًا لخدمة التتبع المالي التابعة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”.

إذ تؤكد التقارير الأممية أن المساعدات الإماراتية شكّلت نسبة 44% من إجمالي المساعدات الدولية إلى غزة حتى الآن.

المساعدات الإماراتية إلى غزة

حرائق ألبانيا

ومن آسيا إلى أوروبا، حيث اختتم فريق الإنقاذ الإماراتي قبل أيام مشاركته في جهود إخماد حرائق الغابات في جمهورية ألبانيا بعد أن أمضى عدة أسابيع مدعوما بالكوادر البشرية المؤهلة لمثل هذه العمليات وبطائرات ومعدات ومواد مكافحة الحرائق اللازمة.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع محمد الشريف، إن الفريق قام خلال هذه المهمة بـ 700 عملية إسقاط مائي بما يوازي نحو 1300 طن مياه ومواد إطفاء عبر 28 طلعة جوية.

وأكد أن مساهمات الفريق البارزة في العمليات الإغاثية والإنسانية، يعكس متانة العلاقات الثنائية بين البلدين ودور الإمارات الريادي في العمل الإنساني الدولي.

وكان الفريق قد باشر مهامه في 12 أغسطس/ آب الماضي بالمناطق المتضررة والتي شملت غابات قرامش وبالولي ومنطقة فلورة الساحلية وغيرها، تنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وكرمت الحكومة الألبانية جهود فرق الإنقاذ المشاركة ومن بينها الفريق الإماراتي بحضور رئيس الوزراء إيدي راما، وبمشاركة كبار القادة العسكريين.

وأعربت ألبانيا عن تقديرها لجهود القوات الوطنية والمتطوعين في تعزيز الأمن ومواجهة الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية.

المساعدات الإماراتية إلى غزة

الجبل الأسود

ومن ألبانيا إلى الجبل الأسود، حيث شارك فريق إماراتي في دعم جهود مكافحة الحرائق المندلعة في عدة مناطق بجمهورية مونتينيغرو”الجبل الأسود”، تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وغادرت طائرة إماراتية مخصصة لمكافحة الحرائق ومحملة بالمعدات والمواد اللازمة أبوظبي 18 أغسطس/ آب الماضي إلى بودغوريتسا للمشاركة في عمليات الاستجابة العاجلة المبذولة للسيطرة على الحرائق.

تشاد.. دعم صحي

ومن أوروبا إلى أفريقيا، يتواصل دور الإمارات الإنساني العالمي الرائد لتمكين قطاع الرعاية الصحية في القارة الأفريقية.

وأرسلت دولة الإمارات قبل أيام 30 طنا من المواد الطبية والأدوية العاجلة إلى جمهورية تشاد للتصدي لتفشي وباء الكوليرا.

وتم تسليم هذه المساعدات في مطار أنجمينا الدولي بحضور زهراء محمد عيسى، وزيرة العمل الاجتماعي والتضامن والشؤون الإنسانية بتشاد، وعددٌ من المسؤولين الإماراتيين والتشاديين.

وفي هذا الإطار، أعربت الوزيرة التشادية، عن شكر وامتنان حكومة بلادها لدولة الإمارات قيادةً وحكومةَ وشعباً على دورها العالمي الرائد لتمكين القطاع الصحي في تشاد، مؤكدةً أن هذه الأدوية والمستلزمات الطبية الأخرى ستعمل على تعزيز جهود الفرق الطبية الحكومية في مكافحة تفشي وباء الكوليرا، إذ يشكل انتشار هذا الوباء مصدر قلق دائما للشعب التشادي في مختلف أنحاء البلاد.

وأشارت إلى أن المساعدات الإماراتية تُجسد أسمى قيم التآزر والتضامن والأخوة والتعاون بين البلدين الصديقين، وتترجم السعي المشترك لاتخاذ الإجراءات الفورية لمنع انتشار الوباء بين مختلف أفراد المجتمع التشادي لضمان التعافي المبكر، منوهةً إلى حرص الحكومة التشادية على توزيع هذه المساعدات بكل شفافية بين مختلف المناطق لضمان توفير الرعاية العلاجية اللازمة والكافية لجميع المرضى من مختلف الفئات العمرية.

الكونغو.. رسالة حضارية

جاء إرسال المساعدات الصحية لتشاد، بعد نحو أسبوع من تقديم دولة الإمارات دعما إنسانيا عاجلا للمتأثرين من الفيضانات التي شهدتها مختلف المناطق في جمهورية الكونغو الديمقراطية الصديقة 18 أغسطس/ آب الماضي، انطلاقا من الرسالة الحضارية والإنسانية لدولة الإمارات نحو تقديم المساعدات العاجلة، ودعم استقرار المجتمعات المتضررة والتخفيف على الشعوب المتأثرة إزاء الكوارث الطبيعية والأزمات.

وقد قامت وكالة الإمارات للمساعدات الدولية بالتنسيق مع سفارة الدولة لدى جمهورية الكونغو الديمقراطية بتسليم المساعدات الإنسانية من المواد الغذائية الأساسية والمستلزمات الإيوائية الضرورية إلى المحتاجين والنازحين والأسر المتأثرة المتواجدة في مراكز الإيواء المؤقتة.

وفي هذا السياق، أكد أنور عثمان الباروت، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية الكونغو الديمقراطية، على أن هذه المساعدات الإنسانية العاجلة تعكس المسؤولية الإنسانية الدولية التي تضطلع بها دولة الإمارات تجاه شعب الكونغو الصديق، ومساندته في مثل هذه الظروف الطارئة من جهة، وتجسد قيم التضامن والتآزر السامية بين الإنسان مع أخيه الإنسان من جهة أخرى، منوها أن العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين تهدف إلى تعزيز التعاون الدائم في شتى المجالات والقطاعات على نحو يترجم توجهات القيادة ويلبي تطلعات الشعوب.

بدورهم، أعرب عدد من المسؤولين في حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية عن بالغ تقديرهم وشكرهم لدولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا على هذه الوقفة الإنسانية التي تأتي ضمن سلسلة ممتدة من المساعدات الإماراتية الإنسانية والتنموية لشعب كونغو الصديق.

المساعدات الإماراتية إلى غزة

تضامن إنساني

تأتي تلك الجهود بعد عدة شهور من إتمام فرق الإنقاذ الإماراتية مهامها الإنسانية في المناطق المتأثرة بالزلزال الذي ضرب ميانمار 28 مارس/ آذار الماضي، في إطار الجهود التي تبذلها الإمارات في دعم المجتمعات المنكوبة حول العالم.

جاء دعم ميانمار بعد أسابيع من الإعلان عن تقديم مساعدات لكل من الصومال وبنغلاديش وتشاد في إطار جهود الإمارات الإنسانية المستمرة لدعم الشعوب المتضررة من الكوارث الطبيعية.

وأرسلت دولة الإمارات يناير/ كانون الثاني الماضي 700 طن من الإمدادات الغذائية العاجلة إلى المتضررين من الفيضانات التي اجتاحت عدة مناطق في الصومال.

وفي الشهر نفسه، نفذت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، حملة إغاثية شتوية 2024-2025، في بنغلاديش، بالتعاون مع سفارة دولة الإمارات، مستهدفة 5000 مستفيد في مناطق مختلفة، وذلك في إطار جهودها الإنسانية للتخفيف من آثار فصل الشتاء القاسي على الفئات الأكثر ضعفًا.

أيضا في إطار استجابتها العالمية للاحتياجات الإنسانية، قدمت دولة الإمارات مساعدات شاملة لجمهورية تشاد، خلال الفترة من 25 ديسمبر/كانون الأول 2024 وحتى 15 يناير/كانون الثاني 2025، بهدف دعم الأسر المستحقة وتعزيز الأمن الغذائي في المناطق الأكثر تضررًا والتخفيف من الآثار التي خلفتها الفيضانات الأخيرة في تشاد.

تعزز الإمارات عبر تلك الجهود والمبادرات أسمى صور التضامن الإنساني، بتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، لتخليد نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والسير على دربه في العطاء ودعم المحتاجين في مختلف دول العالم.

تضامن إنساني تؤكد عبره دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا استمرارها في تقديم كل الدعم الإغاثي اللازم إلى المستضعفين والمنكوبين المحتاجين في العالم، بما يُجسد قيم التآزر والتضامن والتعاضد والتعاون التي يتصف بها المجتمع الإماراتي الأصيل في كل الأوقات والظروف مع مختلف المجتمعات والشعوب المتأثرة التي تواجه الكوارث والأزمات أو تعاني من الحروب والصراعات.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى