تقنية

إسرائيل تغير استراتيجية المواجهة مع الحوثي.. هل يلقى مصير حزب الله؟


بعد نحو 22 شهرا من الاشتباك المنضبط، كشفت غارات إسرائيل على حكومة الحوثي في 28 أغسطس/آب عن تغيير قواعد الاشتباك في «الجبهة البعيدة».

وفيما يبدو فقد اعتمدت إسرائيل سياسة جديدة، لشل قدرات مليشيات الحوثي بعد أن كانت الضربات تتركز على البنية التحتية للمتمردين، وفقا لمراقبين.

ومنذ دخولها خط المواجهة لإسناد وكلاء إيران في المنطقة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تلقت المليشيات الحوثية ضربة موجعة بعد خسارتها حكومتها الإدارية بضربات إسرائيلية، الخميس الماضي.

نقطة تحول

يرى المحلل السياسي اليمني، عبدالواسع الفاتكي، أن استهداف «قادة الحوثي كشفت عن أن إسرائيل انتقلت إلى سياسة قطع رأس الأفعى مما يمثل نقطة تحول في الاستراتيجية الإسرائيلية؛ بعد أن كانت العمليات تتركز على البنية التحتية للمتمردين».

وأوضح المحلل السياسي في تصريح لـ«العين الإخبارية»، أن استهداف حكومة الحوثي يُعد «تحولا في النهج الإسرائيلي وتوسيعا لبنك الأهداف»، مشيرًا إلى أن «الأهداف لم تعد تقتصر على الأصول المادية، بل أصبحت تشمل العقول المدبرة للعمليات العسكرية والقيادات السياسية».

وأكد أن «إسرائيل تسعى من خلال اغتيال قادة الحوثي إلى شلّ قدرة الجماعة على التخطيط والتنفيذ، خاصة فيما يتعلق بالعمليات المعقدة مثل إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة بعيدة المدى».

فـ«إسرائيل تريد الانتقال من الردع إلى الهجوم الاستباقي، بدلًا من انتظار الهجمات والرد عليها»، بحسب الفاتكي.

وأضاف أن «هذه الخطوة رسالة مباشرة لإيران، مفادها أن أذرعها في المنطقة، مهما بعدت المسافة، ليست بمنأى عن الضربات الإسرائيلية الدقيقة».

رسائل متبادلة

ويعتقد الفاتكي أن «المواجهة العسكرية بين إسرائيل والحوثيين تحمل رسائل استراتيجية متبادلة؛ إذ تسعى تل أبيب لتقليم أظافر أجنحة إيران، في المنطقة، وتأكيد تفوقها العسكري والاستخباراتي».

وبينما يهدف الحوثيون -بحسب الفاتكي- إلى “جر إسرائيل إلى حرب استنزاف طويلة ومكلفة، تسعى تل أبيب من خلال هذه الضربات النوعية إلى إحباط هذه الاستراتيجية عبر توجيه ضربات حاسمة ومؤلمة».

وعن تداعيات واستهداف إسرائيل لقيادات من الصف الأول يؤكد المحلل السياسي اليمني عبدالواسع الفاتكي، أنه «سيؤدي إلى تصعيد خطير يتمثل في تكثيف مليشيات الحوثي هجماتها على السفن التجارية».

أما المحلل السياسي اليمني، عمر هائل، فيرى أن استهداف إسرائيل لقادة الحوثي “يعتبر تغيّرًا في قواعد الاشتباك الذي كان يقتصر على قصف بنى تحتية”.

ويرى هائل، في تصريح لـ”العين الإخبارية”، أن النهج الجديد لإسرائيل “يشكل ضغطًا كبيرًا على إيران أولًا والحوثيين ثانيًا، بأن يصبح آخر الوكلاء يواجه مصير حزب الله وأمام تهديد مستقبلي”:

وأشار إلى أنه في الوقت الذي يسعى فيه الحوثيون إلى فرض أنفسهم كـ«لاعب قوي ضمن ما يعرف بمحور المقاومة»، فإن إسرائيل تسعى من خلال القصف إلى توجيه رسائل لإيران ووكلائها بأن الاستهداف سيطال القيادات، بهدف شل قدراتها.

إنذار البداية

الخبير العسكري اليمني، العميد ركن عبدالصمد المجزفي يقول إن اغتيال إسرائيل الواجهة السياسية للحوثيين يعد «مجرد رسالة وإنذار للحوثيين؛ مفاده: ضرورة وقف استهداف إسرائيل أو سيلاقون نفس مصير قادة حزب الله في لبنان».

ويضيف المجزفي في حديث لـ”العين الإخبارية”، أن “مليشيات الحوثي ليس لديها القدرة على توجيه ضربات مؤثرة على إسرائيل؛ بسبب عرقلة طرق تهريب الأسلحة”، مشيرا إلى دور الحوثي كان “إشغال إسرائيل بحروب جانبية”.

وأوضح أن الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل من وراء اغتيال الهيكل الإداري للحوثيين تستهدف “منع الحوثيين من استهدافها بأوامر إيرانية” بينما هدف الحوثي الاستراتيجي “تنفيذ التوجيهات الإيرانية لحماية طهران من المواجهة المباشرة مع إسرائيل”.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى