تقنية

إشارات دبلوماسية وسط الدخان.. هل اقتربت تسوية أزمة أوكرانيا؟


رغم التصعيد العسكري بين روسيا وأوكرانيا من جهة، وموسكو وواشنطن من جهة أخرى، إلا أن مؤشرات على الطريق، قد تشير إلى أنّ حلا للأزمة التي اندلعت قبل أكثر من 3 أعوام ونصف العام، يشق طريقه إلى النور.

فبحسب كيريل ديمترييف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشؤون الاستثمار والتعاون الاقتصادي، فإن الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا قريبون من حل دبلوماسي لإنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات.

حل دبلوماسي؟

وأضاف في مقابلة مع برنامج «ذا ليد ويز جيك تابر» على قناة «سي.إن.إن»: «أعتقد أن روسيا والولايات المتحدة وأوكرانيا في الواقع قريبون جدا من حل دبلوماسي. إنها خطوة كبيرة من الرئيس زيلينسكي أن يعترف بالفعل أن الأمر يتعلق بخطوط القتال».

وتابع: «كما تعلمون، كان موقفه السابق هو أن روسيا يجب أن تغادر تماما، لذا في الواقع، أعتقد أننا قريبون بشكل معقول من حل دبلوماسي يمكن التوصل إليه».

وأكد دميترييف وجوده في الولايات المتحدة لحضور اجتماع مُخطط له منذ فترة طويلة. ولم يُفصِح عن الشخصيات التي سيلتقيها.

وذكرت تقارير إخبارية أمريكية أن دميترييف سيلتقي المبعوث الخاص لترامب ستيف ويتكوف في ميامي يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول الجاري. ونقلت وكالة «تاس» عن دميترييف قوله إنه سيلتقي أيضا بأشخاص آخرين دون تسميتهم.

هل العقوبات فعالة؟

وفرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات على شركتين نفطيتين كبيرتين في روسيا هذا الأسبوع للضغط على روسيا لإنهاء عمليتها العسكرية في أوكرانيا.

إلا أن دميترييف قلل من شأن العقوبات، قائلا إنها ليست قضية كبيرة، مضيفة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن قال إن روسيا لن تتصرف أبدًا تحت الضغط وأن العقوبات ستؤدي إلى ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة بينما تبيع روسيا كمية أقل من النفط بسعر أعلى.

وقال دميترييف: «لذا أعتقد أن القضية الحقيقية هي كيفية مواصلة الحوار وكيفية التوصل إلى حل سلمي للأزمة مع تقديم حلول واقعية بدلاً من طرح حلول غير واقعية».

وعند سؤاله عن سبب رفض بوتين الموافقة على وقف إطلاق النار وتثبيت خطوط القتال، قال دميترييف إن روسيا لا تريد وقف إطلاق النار فحسب، بل حلاً نهائياً للصراع. وأضاف أن وقف إطلاق النار قابل للخرق أو الاستخدام من قبل الأطراف المتحاربة لإعادة التسلح.

«إنها خطوة كبيرة من الرئيس زيلينسكي أن يُقرّ مُسبقًا بأن الأمر يتعلق بخطوط المواجهة. كان موقفه السابق هو ضرورة انسحاب روسيا بالكامل. لذا، في الواقع، أعتقد أننا قريبون جدًا من حل دبلوماسي يُمكن التوصل إليه»، يضيف دميترييف.

وقال دميترييف أيضا إنه يعتقد أن القمة بين ترامب وبوتين ستحدث، لكن «ربما في وقت لاحق».

وتحدث ترامب مع بوتين الأسبوع الماضي وقال إنه يخطط للقائه في بودابست خلال الأسابيع القليلة المقبلة، إلا أنه رغم أن ترامب ألغى الاجتماع في وقت لاحق، عاد وقال إنه قد يتم في وقت آخر.

وقال دميترييف إن «الحوار الروسي الأمريكي سيستمر، لكنه بالتأكيد لن يكون ممكنا إلا إذا تم أخذ مصالح روسيا في الاعتبار والتعامل معها باحترام».

وعندما سُئل عن إحباط ترامب من أن محادثاته الهاتفية مع بوتين مثمرة، لكن روسيا تواصل مع ذلك ضرب أهداف مدنية، قال دميترييف إن موقف الجيش الروسي هو أنه يضرب الأهداف العسكرية فقط.

وتتعرض أوكرانيا لهجمات شبه ليلية بطائرات مسيرة وصواريخ روسية تستهدف مباني سكنية وبنية تحتية مدنية في كييف ومدن رئيسية أخرى بعيدة عن خط المواجهة. وردًا على سؤال حول هجوم هذا الأسبوع على روضة أطفال في خاركيف، قال دميترييف إن الجيش الروسي لا يستهدف رياض الأطفال، ولكن ينبغي سؤاله عن هذا الوضع تحديدًا، مضيفا: «لستُ عسكريًا، بل أعمل فقط على الحوار والتأكد من انتهاء الصراع في أقرب وقت ممكن».

مطالب الكرملين

وتشمل المطالبات التي يوجهها الكرملين إلى كييف بالتخلي عن مساحات استراتيجية من الأراضي في دونباس ، في شرق أوكرانيا، والتي لم تتمكن روسيا حتى الآن من احتلالها ــ وهو خط أحمر بالنسبة للحكومة الأوكرانية وداعميها الأوروبيين.

وقبل أيام، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن الحرب في أوكرانيا يجب أن تُجمد على طول خطوط المواجهة الحالية، بعد اجتماع متوتر مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض.

وفي حديثه للصحفيين، قال ترامب إنه وزيلينسكي «لم يناقشا أبدا» التنازل عن منطقة دونباس في شرق أوكرانيا بالكامل لروسيا، نافيا التقارير الإعلامية حول الاجتماع.

وفي حين تظهر الخرائط مفتوحة المصدر للصراع أن القوات الروسية احتلت معظم منطقة دونباس، فإن القوات الأوكرانية تحافظ على دفاعات شديدة التحصين في بقية المنطقة، والتي تخشى كييف التخلي عنها بسبب المخاوف من أنها تمهد الطريق أمام فلاديمير بوتين لمزيد من العمليات العسكرية.

وأضاف ترامب عن دونباس: «فليُقطع كما هو، لقد تم قطعه الآن. أعتقد أن 78% من الأرض قد استولت عليها روسيا بالفعل. اتركوا الأمر كما هو الآن، ويمكنهم التفاوض بشأن شيء ما لاحقًا».

وخلال المحادثات مع زيلينسكي في واشنطن، قال شخص مطلع على الأمر لصحيفة «بوليتيكو» إن ترامب اقترح في البداية أن تتنازل كييف عن أراضٍ لموسكو لإنهاء الحرب، مضيفًا أن «الأمريكيين قالوا إن بوتين يريد الاستمرار في القتال، ولديه آلة حرب قوية».

لكن ترامب أنهى الاجتماع قائلاً: «حسنًا، دعونا نحاول إنهاء هذا الأمر على الخط الحالي»، كما قال هذا الشخص.

وذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز» أن تقريرا آخر عن اجتماع ترامب مع زيلينسكي، ذكر فيه الأول أنه على رئيس أوكرانيا قبول شروط بوتين للسلام أو أن «تدمره» روسيا.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى