تقنية

المحيطات والتنوع البيولوجي والغابات.. هل ينتصر COP30 للطبيعة؟


تزداد الحاجة إلى دمج الحفاظ على الطبيعة والتنوع البيولوجي في خطط التكيف.

خصصت أجندة “مؤتمر الأطراف المعني بالتغيرات المناخية في دورته الثلاثين” (COP30) يومي 17 و18 نوفمبر/تشرين الثاني من أجل المحيطات والتنوع البيولوجي والغابات؛ وكان من المتوقع أن تُولي رئاسة البرازيل اهتمامًا خاصًا بهذه القضايا؛ خاصة وأنها تضم مساحة كبيرة من غابات الأمازون -رئة العالم- بما فيها من موارد بيئية وبيولوجية فريدة من نوعها. الأمر الذي دعم فكرة الحلول القائمة على الطبيعة (NbS)، وهي تعني توظيف النظم البيئية وإدارتها بصورة مستدامة بهدف مواجهة تحديات وتأثيرات التغيرات المناخية؛ فعند استعادة الغابات وتقديم الدعم اللازم للأنواع المهددة بالانقراض وتوفير بيئتها الأصلية؛ فهذا يُعيد التوازن للنظام البيئي، ما يُعزز استدامته، وهذا من شأنه أن يساعد في التكيف مع التغيرات المناخية.

في اتفاق باريس

وبالعودة إلى المادة 5 من اتفاق باريس، نجد أنها تُدعم السياسات التي تساهم في خفض الانبعاثات من الأنشطة المتعلقة بإزالة الغابات وتدهورها، وأكدت على دور الغابات في البلدان النامية، والنُهج السياسية البديلة، مثل التخفيف والتكيف. وذكرت المادة 7 من اتفاق باريس أيضًا أهمية اتباع نهج تكيفي يأخذ النظم البيئية والموارد الطبيعية بعين الاعتبار، ما يبرز العلاقة بين تحقيق التكيّف المناخي وحماية الطبيعة والتنوع البيولوجي.

خطط التكيف الوطنية

تعمل العديد من الدول حول العالم على دمج الحلول القائمة على الطبيعة في خطط التكيف الوطنية، من بينها: استعادة الغابات، إدارة مستجمعات المياه، الزراعة البيئية، وغيرهم. واعتبارًا من العام 2024، أشارت 44 دولة من أصل 57 دولة إلى التكيف القائم على النظم البيئية في خطط عملها الوطنية المُقدمة لـ”اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ” (UNFCCC)، وقد حددت العديد من تلك الدول على الأقل قطاعًا واحدًا متعلق بالنظم البيئية والتنوع البيولوجي كأولوية ضمن خططها.

وفي هذا الصدد، يقول “جيفري تشي” (Jeffrey Qi)، مستشار السياسات في “المعهد الدولي للتنمية المستدامة” (IISD) للعين الإخبارية: “أكثر من 77% من خطط التكيف الوطنية تذكر الحلول القائمة على الطبيعة أو التكيف القائم على النظم الإيكولوجية. وتُدرج جميع الدول تقريبًا شكلاً من أشكال الحلول القائمة على الطبيعة في خططها الوطنية لحماية الناس وسبل عيشهم والتنوع البيولوجي”.

الهدف العالمي للتكيف

تحاول الأطراف تحقيق الهدف العالمي للتكيف (GGA)؛ خاصة مع ارتفاع فجوة التكيف المناخي التي تتراوح بين 284 و339 مليار دولار سنويًا؛ وفقًا لتقرير فجوة التكيف للعام 2025؛ وتُعد الحلول القائمة على الطبيعة وحماية التنوع البيولوجي من الأعمدة الأساسية التي تُساعد المجتمعات في مواجهة التغيرات المناخية؛ فاستعادة الغابات من شأنها أن تُقلل من خطر الانهيارات الأرضية، واستعادة الأراضي الرطبة، تساهم في تخزين مياه الأمطار وتدعم التنوع البيولوجي فيها، وهكذا تقلل هشاشة النظام البيئي بدعم استعادته، ما يعزز من قدرته على التكيف المناخي، وعليه تحقيق الهدف العالمي للتكيف.

في COP30

وبينما تواصل الأطراف المفاوضات في بيليم بشأن الهدف العالمي للتكيف جنبًا إلى جنب مع الموضوعات الأخرى الرئيسية، صار الاهتمام وضحًا باعتماد مؤشرات التكيف لقياس التقدم في تحقيقه. ويقول “جيفري تشي” للعين الإخبارية: “يُمثل (COP30) فرصةً بالغة الأهمية لتعزيز دور خطط التكيف الوطنية، بالإضافة إلى دور حماية الطبيعة واستعادتها في مساعدة الدول على تحقيق الهدف العالمي للتكيف. أعتقد أن الإشارة المهمة بشأن التكيف والطبيعة التي ينبغي أن يرسلها مؤتمر الأطراف في الأمازون هذا، هي اعتماد قائمة مؤشرات الهدف العالمي للتكيف، والتي تشمل مؤشرات مخصصة لتتبع النظم الإيكولوجية ومرونة التنوع البيولوجي، بالإضافة إلى تنفيذ حلول قائمة على الطبيعة للتكيف”. ويُضيف: “ما نتتبعه مهم، فتتبع مرونة النظام البيئي، بالإضافة إلى الإجراءات الرامية إلى تعزيزها، يساعدنا على فهم ما ينجح وما لا ينجح، وما الذي يجب فعله لتحقيق مستقبل قادر على التكيف مع تغير المناخ”.

من جانب آخر، إنّ انطلاق COP30 في بيليم على أطراف الأمازون ملهمة، وفيها رسالة رمزية مفاداها أنّ الحفاظ على التنوع البيولوجي والطبيعة طريق فعّال لمواجهة التغيرات المناخية جنبًا إلى جنب مع الإجراءات الأخرى. ويختتم شي حواره مع العين الإخبارية قائلًا: “تكتسب فكرة تآزر المناخ والتنوع البيولوجي والأراضي زخمًا متزايدًا هنا في بيليم. وتدرك الدول بشكل متزايد حاجتنا إلى استجابة شاملة ومتماسكة لأزمة المناخ والتنوع البيولوجي، والتصحر، وتدهور الأراضي. ومن الأدوات الفعّالة لتحقيق هذا التآزر ضمان مواءمة برامج العمل الوطنية للدول مع مساهماتها المحددة وطنيًا واستراتيجياتها وخطط عملها الوطنية للتنوع البيولوجي، لا سيما استخدام الحلول القائمة على الطبيعة لدعم التخفيف والتكيف وحفظ التنوع البيولوجي وحمايته واستعادته”.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى