إخوان تونس وانهيار الشعبية.. اعتراف في «حالة تلبس»

في وقفة احتجاجية دعت لها جماعة الإخوان في تونس، لم يجد رئيس جبهة الخلاص، أحمد نجيب الشابي مفر من الاعتراف بالرفض الشعبي.
وقال الشابي، خلال وقفة احتجاجية نظمتها الجبهة الجمعة أمام المسرح البلدي بالعاصمة: “انخفاض نسبة المشاركة في وقفاتنا لا يزعجنا لأننا نعتبر أن العمل السياسي أقرب إلى الأمواج.. صعود وهبوط، فإذا كنا الآن في مرحلة الهبوط، فبالتأكيد ستليها فترة من الصعود”.
وبرّر الشابي عجزهم عن تجميع التونسيين، قائلًا: “تراجع الحضور في مثل هذه الوقفات لا يعود إلى تقصير من الفاعلين السياسيين أو المدنيين، بل هو عائد إلى حالة إحباط عامة، وهو ما انعكس على استجابة المواطن للدعوات التي تقوم بها جبهة الخلاص”.
ودعا إلى الإفراج عن جميع السياسيين من الإخوان وحلفائهم، وعلى رأسهم زعيم الإخوان راشد الغنوشي.
ويرى مراقبون للمشهد السياسي التونسي أن تنظيم الإخوان في البلاد قد انتهت شعبيته بسبب “الجرائم التي ارتكبها في حق تونس وشعبها”.
وقال الناشط والمحلل السياسي التونسي، عبد الكريم المحمودي، إن حركة النهضة تمرّ بأضعف فتراتها، حتى إن الشارع لا يستجيب لتحركاتها مهما دعت، فضلًا عن تآكل رصيدها الانتخابي.
وأكد لـ”العين الإخبارية” أن حركة النهضة، بعد سجن قياداتها البارزة وعلى رأسهم الغنوشي، وبعد أن انكشف وجهها الحقيقي، أصبحت غير قادرة على التعبئة ومنبوذة سياسيًا.
وأشار إلى أن حركة النهضة تواجه قضايا تتعلق بالخروقات والتسريبات الانتخابية، بالإضافة إلى قضية تسفير آلاف الشباب التونسيين للقتال مع إرهابيين في الخارج، وملفات الاغتيالات السياسية، والتآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي، وهو ما انعكس على شعبيتها.
وأوضح أن “حركة النهضة تعمل حاليًا وفي الخفاء على تأجيج الأوضاع، وهو ما كشفه الرئيس التونسي قيس سعيد منذ يومين، حيث تخطط لضرب الاستقرار من أجل العودة إلى الواجهة.. لكن جميع مخططاتها مكشوفة لدى السلطات التونسية”.
والخميس، أكّد الرئيس التونسي خلال لقائه رئيسة الحكومة التونسية، سارة الزعفراني، أنّ “اللوبيات التي تُحاول بشتى الطرق تأجيج الأوضاع وافتعال الأزمات لا يمكن أن تبقى خارج دائرة المحاسبة والمساءلة”، في إشارة إلى تنظيم الإخوان.
وتابع: “كما أنّ من يخدمهم داخل الإدارة لن يبقوا بدورهم خارج المساءلة والمحاسبة”، وفق بيان نشرته الرئاسة الخميس.
وأكد سعيد في ذات البيان أن “من طالت بطالتهم أَولى بأن يحلّوا محلّهم، فالوطنية والإخلاص والتفاني والتقشّف والعطاء دون حدود يجب أن تكون كلّها عناصر في اختيار من يسهرون على تسيير عدد من المرافق العمومية أو يعملون داخل أجهزة الدولة ومؤسساتها ومنشآتها العمومية”.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز