«تريندز» يناقش تحولات صناعة المحتوى في قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي بمصر ‹ جريدة الوطن

أبوظبي – الوطن:
استهل مركز تريندز للبحوث والاستشارات، عبر مكتبه الافتراضي في مصر، ومجلس شبابه، وبالتعاون من جمعية الصحفيين الإماراتية، مشاركته في أعمال النسخة الثانية من قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي 2025، التي تقام تحت شعار «إعلام مبتكر.. أعمال رائدة»، وتنظمها الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، تحت رعاية الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ومجلس الوزراء المصري، وتتواصل فعالياتها في مدينة العلمين الجديدة بمصر حتى 21 أغسطس الجاري.
وقال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، في كلمته الافتتاحية أمام القمة، إن قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي تتناول موضوعاً في غاية الأهمية والحيوية، وله ارتباط قوي بالشباب ومستقبلهم، سواء المهني أو الحياتي، وإذ يشارك «تريندز» في أعمالها بوفد من مجلس شبابه البحثي، فإننا نؤكد أهمية التقاء النخب العربية الشابة لتدارس فرص المستقبل وتحدياته، لاسيما في مجال الإعلام.
وأكد أن التحولات المتسارعة في مجال صناعة المحتوى الإعلامي والإبداعي تفرض علينا التحرك الجادّ والفاعل من أجل تعزيز التعاون العربي في تطوير صناعة المحتوى الإعلامي، والاستثمار بكثافة في أدوات الذكاء الاصطناعي وتوظيفها لخدمة الأهداف الإعلامية العربية، ودعم الشباب العربي للقيام بدوره الفاعل والبنّاء في تعزيز المحتوى الإعلامي الهادف بصورة إبداعية.
وذكر العلي أنه لا خلاف على أن حكومات العالم تراهن بقوة على الشباب في معركتي التنمية والوعي، ويمثل الإعلام أداة حيوية لكسب كلتا المعركتين، من خلال تطوير محتوى إبداعي يلبي تحقيق الطموحات والأهداف الوطنية من ناحية، ويواكب الثورة المعرفية والتكنولوجية من ناحية أخرى، وهو أمر لا يمكن تصور حدوثه إلا بمشاركة الشباب وبإسهاماتهم المباشرة.
وأشار إلى أن العالم يشهد جملة من التحولات العميقة والمتسارعة في مجال صناعة المحتوى بشكل عام، وعلى رأسها ثورة الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح يشكل مستقبل العالم، وينطوي على فرص وتحديات هائلة لقطاع الإعلام، لاسيما في ظل التنامي المتسارع في معدلات نمو أدوات الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام وصناعة المحتوى، الذي يخلق منافسة شرسة ليس بين البشر والآلة فقط، بل بين المؤسسات في مستويات الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي في عملها، وبالتالي فاعلية تحقيق مستهدفاتها فيما يتعلق بالتأثير ومعدلات الوصول للجمهور وتوسيع قاعدة الانتشار.
وأوضح أن هذه التطورات تعمق العلاقة بين الإعلام وقطاعات الأعمال، حيث بات الاستثمار في مجال الإعلام تحدياً نوعياً ومهماً لارتباطه الشديد والمتزايد بالأمن الوطني للدول واستقرار المجتمعات، لاسيما في ظل الهواجس المرتبطة بإساءة استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام وصناعة المحتوى، وما يرتبط بذلك من مخاطر التأثير السلبي في الوعي الجمعي ونشر المحتوى الزائف والمضلل.
وفي سياق متصل، شارك صقر السويدي، الباحث، والمتحدث الرسمي باسم «تريندز»، وعضو المجلس الاستشاري لمجلس شباب «تريندز»، في الجلسة العامة لقمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي 2025، قائلاً إن انعقاد القمة تحت شعار «إعلام مبتكر.. أعمال رائدة» يعتبر منهجاً للتفكير ونهج عمل تؤمن به دولة الإمارات، حيث يشكل الابتكار في الإعلام رافعة للأفكار الخلاقة، ومحركاً لتحويل المعرفة إلى قوة مؤثرة في التنمية وصياغة المستقبل.
وأشار إلى أن مسيرة الإعلام في دولة الإمارات تحولت من الحبر إلى الذكاء والرقمنة المنظمة، حيث تحولت المؤسسات الإعلامية إلى المواقع الإلكترونية والتطبيقات الذكية، في إطار بيئة تشريعية مرنة حافظت على المصداقية والمسؤولية، واليوم، في عصر الإعلام الذكي، أصبح الذكاء الاصطناعي عنصراً محورياً في صناعة الأخبار وتطوير الأدوات وإعادة تشكيل الوظائف، والمهارات.
وذكر أنه مع هذا التحول، برزت تحديات كبرى أمام الإعلام المبتكر القادر على إنتاج أعمال رائدة، ومنها التضليل العميق، وفقاعة الأخبار، وتراجع العمق المعرفي، وغياب الأطر الأخلاقية وحقوق الملكية الفكرية التي تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي، وهنا يبرز دور مركز تريندز للبحوث والاستشارات كنموذج رائد في الربط بين البحث العلمي والعمل الإعلامي؛ فهو لا يكتفي بإنتاج دراسات معمقة، بل يحوّل المعرفة البحثية إلى محتوى إعلامي رصين، حيث يعمل «تريندز» كجسر معرفي بين مراكز البحوث ووسائل الإعلام.
وقدم السويدي في الجلسة العامة للقمة ثلاث توصيات عملية، من أجل إعلام مبتكر، وهي إرساء منظومة حوكمة أخلاقية للذكاء الاصطناعي في الإعلام، تحدد ضوابط استخدام التقنيات الجديدة تلزم المنصات بالشفافية والمساءلة، إلى جانب تدريب الكوادر الإعلامية على هندسة الأوامر وفهم تحيزات البيانات، ودعم الشراكات بين مراكز البحوث ووسائل الإعلام، لضمان أن يكون المحتوى الإعلامي مبنياً على بيانات موثوقة وتحليلات معمقة.
واختتم المتحدث الرسمي باسم «تريندز»، كلمته بالقول إن مسيرة الإعلام الإماراتي من الحبر إلى الذكاء ليست مجرد حكاية تطور تقني، بل تجسيد لوعي استراتيجي ورؤية مستقبلية تدرك أن الإعلام حين يستند إلى البحث والمعرفة وتضبطه القيم الأخلاقية، يتحول إلى قوة ناعمة تصون الهوية الوطنية وتدفع بعجلة الابتكار نحو أعمال رائدة تصنع الفارق في الحاضر والمستقبل.وام