حكيمي الأفضل.. وتونس لن تحقق «أمم أفريقيا»
يعد شهاب الليلي واحداً من أبرز المدربين الذين عرفتهم كرة القدم التونسية خلال العقدين الأخيرين.
واقتحم اللاعب السابق لنادي محيط قرقنة عالم التدريب بداية القرن الحالي، قبل أن يحقق نجاحات عديدة مع الملعب القابسي ونادي أمل حمام سوسة والترجي الجرجيسي والاتحاد المنستيري.
ودخل الليلي القائمة المختصرة للمدربين الذين أشرفوا على الثلاثي الكبير لكرة القدم النادي الصفاقسي والنجم الساحلي والنادي الإفريقي، كما كان اسمه مطروحاً في فترة من الفترات لتدريب الترجي.
ويملك شهاب الليلي خبرات كبيرة في كرة القدم العربية، حيث أشرف في الأردن على ناديي الجزيرة والفيصلي، وفي ليبيا على النصر والتعاون وأهلي بنغازي، فضلاً عن الشرطة العراقي ووفاق سطيف الجزائري.
وسبق لشهاب الليلي أيضاً أن درب منتخب تونس للشباب، وتم ترشيحه أيضاً لتدريب منتخب “نسور قرطاج” بعد النجاحات التي حققها مع النادي الصفاقسي.
وقاد شهاب الليلي النادي الإفريقي للفوز بلقب كأس تونس لموسم 2016-2017 على حساب اتحاد بن قردان، وتوج أيضاً بكأس الأردن في موسم 2017-2018 رفقة نادي الجزيرة.
وفي مقابلة خاصة مع “العين الرياضية”، تحدث المدرب التونسي عن أبرز الذكريات السعيدة في مسيرته التدريبية، كما كشف عن الأسباب التي أسهمت في تراجع كرة القدم التونسية طوال السنوات الأخيرة، وقدم جملة من الحلول من شأنها أن تساعد كرة القدم التونسية على استعادة توهجها.
وفي معرض حديثه عن كرة القدم الأفريقية، قيّم شهاب الليلي المستوى الفني لبطولة أمم أفريقيا للمحليين، كما تحدث عن اللاعبين الذين جلبوا انتباهه في المسابقة.
وكشف المدرب التونسي عن مرشحه للفوز بجائزة الكرة الذهبية، بجانب أفضل لاعب عربي عبر التاريخ حسب رأيه.
وفي ختام حواره مع “العين الرياضية”، أثنى شهاب الليلي على الثنائي كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي وتوقع تألقهما في بطولة كأس العالم 2026.
وجهة جديدة وأبرز الذكريات
في إجابة عن سؤال وجه إليه بخصوص خطوته المستقبلية، قال المدرب التونسي صاحب الـ61 عاماً: “وضعت هدفاً محدداً خلال الموسم الحالي يتمثل في تدريب فريق يملك مشروعاً رياضياً طموحاً”.
وتابع: “هو أمر ليس سهلاً خاصة في العالم العربي لأنه يقتضي توفر مسؤولين يؤمنون بفكرة المشروع الرياضي. شخصياً أفضل العمل في تونس بهدف المساهمة في تطوير كرة القدم في بلدي، غير أنني أبقى منفتحاً على باقي العروض سواء كانت من أفريقيا أو آسيا شريطة تماشيها مع طموحاتي الشخصية”.
وبخصوص أبرز الأحداث السعيدة التي عاشها في مسيرته التدريبية، قال شهاب الليلي: “المتابع لمسيرتي التدريبية يلاحظ بأنني لم أحرق المراحل، حيث بدأت العمل من دوري الدرجة الثالثة ثم الدرجة الثانية قبل أن أشرف على الفرق التي تحارب من أجل الهروب من شبح الهبوط لأدرب من بعدها الفرق التي تلعب من أجل الألقاب”.
وأوضح: “حققت نجاحات كبيرة على الصعيد المحلي خاصة مع النادي الصفاقسي الذي حصلت معه على أفضل عدد نقاط عبر التاريخ، كما أنني على الصعيد الخارجي، حققت العديد من النجاحات”.
وواصل: “كل هذه المحطات أسهمت في صقل شخصيتي التدريبية وساعدتني على اكتساب خبرات كبيرة “.
أزمة كرة القدم التونسية. المشاكل والحلول
وفي ذات السياق، تحدث شهاب الليلي عن أبرز المشاكل التي أدت لتراجع كرة القدم التونسية في السنوات الأخيرة، قائلاً: “أعتقد أن الأزمة بالأساس اقتصادية في ظل معاناة كل الأندية باستثناء الترجي التونسي من مشاكل مالية”.
وأكمل: “هذا الأمر أحدث حالة من عدم الاستقرار في صفوفها ومنعها من تطوير مستواها وبالتالي الحفاظ على تنافسيتها على الصعيدين العربي والأفريقي”.
وأضاف: “هناك عامل آخر أدى لهذا التراجع يعود إلى ضعف التكوين وعدم إيلاء أهمية كبيرة لعملية صناعة المواهب، لأن، اليوم مستوى اللاعب التونسي تراجع بشكل كبير مقارنة بما كان عليه الحال في فترة سابقة، مما انعكس بشكل سلبي على نتائج الفرق في مختلف المسابقات”.
وتقدم الليلي ببعض الحلول التي من شأنها أن تعيد كرة القدم التونسية لسالف توهجها، موضحاً: “أعتقد أن الدولة التونسية مطالبة بوضع استراتيجية طويلة الأمد والاستثمار في الأندية بشكل يسمح لها باستعادة توهجها”.
واستطرد: “ينبغي أيضاً تغيير القوانين التي تحكم كرة القدم التونسية بشكل يسمح للفرق بالتحول لمؤسسات ربحية مما سيساعدها على استعادة توازنها المالي.
واستكمل: “رياضياً، فإن الهياكل المشرفة على اللعبة مطالبة بتغيير نظام الدوري والتقليص من عدد الفرق في دوري الأضواء من 16 إلى 12 مما سيسهم في تحسن المستوى الفني بشكل كبير، كما أن هناك ضرورة قصوى أيضاً لتحسين البنية التحتية المهترئة التي شكلت عائقاً أمام تطور كرة القدم التونسية طوال السنوات الأخيرة “.
حظوظ وافرة للمنتخبات العربية في كأس أمم أفريقيا 2025
وفي معرض حديثه عن كرة القدم التونسية، تحدث عن حظوظ منتخب تونس بجانب مرشحيه للفوز بكأس أمم أفريقيا 2025
وقال في هذا الصدد: “يجدر الاعتراف أن منتخب تونس ليس بالمرشح القوي للفوز ببطولة أمم أفريقيا لعدة اعتبارات منطقية من بينها القيمة المتوسطة لنجومه المحترفة في أوروبا، بجانب تراجع مستوى اللاعبين المحليين الذين كانوا في وقت سابق يمثلون قوة ضاربة في تشكيلته، لكن بالنسبة لي، سأكون سعيداً للغاية لو نجح في التأهل للمربع الذهبي للمسابقة”.
وتابع بالقول: “أعتقد أن منتخبات المغرب والجزائر ومصر هي الأوفر حظاً للتتويج بالمسابقة القارية، خاصة وأنها تضم في صفوفها نجوم محترفة أثبتت وجودها في الدوريات الخمس الكبرى في القارة العجوز، ولا يمكن أن نتجاهل بعض المرشحين التقليديين على غرار السنغال ونيجيريا والكاميرون”.
حكيمي المرشح الأبرز لجائزة الكرة الذهبية
ورشح الليلي، النجم المغربي أشرف حكيمي للفوز بالكرة الذهبية التي تمنحها سنوياً مجلة “فرانس فوتبول” لأفضل لاعب في العالم.
وقال شهاب الليلي:” شخصياً، أرشح النجم المغربي للفوز بجائزة الكرة الذهبية، خاصة وأنه أسهم بشكل كبير في النجاحات التي حققها فريقه باريس سان جيرمان خلال الأشهر الأخيرة”.
وتابع: “لو فاز أشرف حكيمي بهذه الجائزة الفردية فلن يشكل الأمر مفاجأة لي، بل بالعكس فسيكون مستحقاً للغاية في ظل المستويات المبهرة التي قدمها مع الفريق الباريسي”.
وأتم حديثه: “أعتقد أن المنافسة ستكون محتدمة مع زميله في باريس سان جيرمان عثمان ديمبيلي ونجم برشلونة رافينيا”.
أفضل لاعب عربي
وفي إجابة عن سؤال وجه إليه بخصوص أفضل لاعب عربي، قال شهاب الليلي: “بكل تأكيد المغربي أشرف حكيمي هو أفضل لاعب عربي في الفترة الحالية”.
وأوضح: “نجم (أسود الأطلس) قدم مستويات قوية مع باريس سان جيرمان ولعب دوراً كبيراً في فوزه بلقب النسخة الأخيرة من دوري أبطال أوروبا”.
معجزة رونالدو وميسي
وفي خاتمة حواره مع “العين الرياضية”، أثنى المدرب التونسي على استمرارية الثنائي كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي رغم تقدمها في السن، حيث فال: “الأسطورتان سيخوضان على الغالب آخر بطولة في مسيرتهما الكروية، وسيسعيان لتوديع منتخبهما بطريقة مثالية”.
وأتم: “كلاهما قدم الكثير لكرة القدم العالمية، ولو أنني أعتقد أن تأثيرهما مع منتخبي بلادهما سيكون أقل في المونديال المقبل لعدة اعتبارات موضوعية ومنطقية”.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز
