صوت من بروكسل يربك الإخوان.. بداية النهاية لتغلغل التنظيم بأوروبا؟

مُستغلة شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان لتثبيت حضورها في دوائر صنع القرار وتمويل الجمعيات والمراكز ذات الطابع الديني والسياسي، مددت جماعة الإخوان نفوذها داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي، في السنوات الأخيرة.
تغلغل لم يعد خافياً على أجهزة الأمن في فرنسا، التي أصدرت في يونيو/حزيران الماضي، قرارًا بحل «المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية (IESH)”، الذي وُصف بأنه أقدم مركز لتدريب الأئمة في فرنسا، بسبب «ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين».
أمام هذا الواقع، برزت البرلمانية الفرنسية وعضو البرلمان الأوروبي مارين ماريشال، رئيسة حركة «الهوية والحريات»، كأحد أبرز الأصوات الداعية إلى وقف هذا التمدد، محذّرة من خطر اختراق الإسلام السياسي للمجتمعات الأوروبية.
ويوم الخميس، أكدت ماريشال، إصرارها على مواصلة محاربة نفوذ جماعة الإخوان المسلمين، في الوقت الذي طلب فيه النيابة العامة بمدينة فالانس إصدار قرار بعدم الملاحقة القضائية بحقها، بعد شكوى تقدمت بها المنظمة بتهمة التشهير.
مهاجمة البرلمانية
وفي مقطع فيديو نشرته على حسابها في منصة «إكس»، نددت ماريشال بما وصفته بـ«إصرار» جماعة الإخوان المسلمين على ملاحقتها قضائيًا، في إطار القضية التي تجمعها بتنظيم الاخوان في فرنسا، بحسب صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية.
وأعلن المدعي العام في فالانس أن النيابة لا تطلب فرض أي عقوبة على النائبة الأوروبية، معتبرًا أن تصريحاتها تأتي في إطار «النقاش الديمقراطي».
«إرهاب قضائي»
وقالت ماريشال في الفيديو: «منذ أن جعلت من محاربة جماعتكم وأيديولوجيتكم أحد أولوياتي السياسية، أطلقتم ضدي إرهاباً قضائيًا حقيقيًا».
وترجع القضية إلى تصريحات أدلت بها لقناة «سي نيوز» في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حين قالت إن رئيس بلدية فالانس حاول بيع قطعة أرض لجمعية تابعة للإخوان المسلمين، في إشارة إلى مدرسة إسلامية تشرف عليها جمعية «القيم والنجاح». وردت المنظمة حينها برفع دعوى قضائية ضدها بتهمة التشهير.
من بروكسل: «لن تُسكتوا صوتي»
ولم تحضر ماريشال جلسات المحكمة، لكنها تحدثت من البرلمان الأوروبي في بروكسل، مؤكدة استمرارها فيما تسميه «محاربة الحركة الإخوانية».
وقالت: في بروكسل، أكشف وجوهكم الأخرى، ومن بينها منظمة (FEMYSO)، التي أعتبرها واجهة خفية للتأثير تحت غطاء منظمة شبابية.
وتتهم ماريشال جماعة الإخوان بـ«التسلل الصامت إلى المؤسسات الأوروبية»، مستغلة – بحسب قولها – «سذاجة أو تساهل بعض المسؤولين في المفوضية والبرلمان الأوروبي».
حلّ معهد العلوم الإسلامية
واستشهدت ماريشال على «التغلغل الإخواني» بقرار وزارة الداخلية الفرنسية في يونيو/حزيران الماضي حل «المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية (IESH)”، الذي وُصف بأنه أقدم مركز لتدريب الأئمة في فرنسا، بسبب «ارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين».
وختمت بالقول: «يمكنكم تشويه سمعتي، مهاجمتي، وتهديدي.. لكنكم لن تُسكتوا صوتي أبدًا».
وتعود القضية إلى تصريحات إعلامية لماريشال حول علاقة بلدية فالانس بجمعيات إسلامية، وهو ما اعتبرته هذه الجمعيات افتراءً وتشهيرًا. لكنّ النيابة العامة الفرنسية رأت أن تصريحاتها تندرج ضمن حرية التعبير في النقاش السياسي، مما دفعها إلى طلب إسقاط التهم عنها
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز