تقنية

قبل سباق أبوظبي.. لحظات حاسمة أعادت رسم ملامح موسم فورمولا 1


في منافسات اتسمت بالإثارة والارتباك، شهد سباق جائزة قطر الكبرى ضمن بطولة العالم لسيارات فورمولا 1، واحدة من أغرب اللحظات التي لم تحدث منذ 15 عاما.

جاء ذلك بعدما ارتكب فريق ماكلارين خطأً استراتيجياً فادحاً قلب موازين البطولة في الدقائق الحاسمة، وجعل الحسم مرتبطا بنتيجة السباق الأخير المقرر الأسبوع المقبل في العاصمة الإماراتية أبوظبي على حلبة مرسى ياس.

ومع اقتراب الموسم من نهايته، وجد الهولندي ماكس فيرستابن سائق ريد بول نفسه أمام انتصار غير متوقع، أعاد إشعال الصراع على اللقب، وأدخل البطولة مرحلة من الجنون الرياضي، بحسب إذاعة “آر تي بي إف” البلجيكية.

وقالت الإذاعة البلجيكية: “انتصار غير متوقع”.. هكذا لخص فيرستابن فوزه هذا الأحد في قطر، فقد استفاد السائق الهولندي بشكل كبير من خطأ استراتيجي جسيم ارتكبه ماكلارين، ليقترب أكثر من أي وقت مضى من لقبه العالمي الخامس على التوالي، قبل جولة واحدة فقط من النهاية.

وفي الخلف، تسير الأسابيع لصالح فيراري على المنوال ذاته، بينما يواصل أحد نجومها السابقين لفت الأنظار بأدائه اللافت.. وفيما يلي أبرز الحقائق التي شهدها سباق جائزة قطر الكبرى.

أخطاء ماكلارين تحيي حلم فيرستابن

للأسبوع الثاني على التوالي، استفاد ماكس فيرستابن من أخطاء ماكلارين لتقليص الفارق في ترتيب البطولة، لدرجة أنّ بطل العالم 4 مرات لم يعد يفصله سوى 12 نقطة فقط عن الصدارة بحثا عن لقبه الخامس على التوالي.

وإذا كان ماكس قد فاز “بشكل طبيعي” الأسبوع الماضي في لاس فيغاس، فقد جاء انتصاره هذه المرة تقريباً على طبق من ذهب، بعد خطأ استراتيجي من ماكلارين التي قررت عدم الاستفادة من دخول سيارة الأمان لتغيير الإطارات، رغم أن التوقفين كانا إلزاميين خلال هذا الأسبوع.

وبذلك، لم يكن الهولندي أقرب، ولا أبعد في الوقت نفسه، من تحقيق واحدة من أعظم عمليات العودة في تاريخ فورمولا 1.. فقد كان يتأخر بـ104 نقاط عن المتصدر بعد سباق بلده في زاندفورت في 31 أغسطس/ آب الماضي.

لكن بفضل استغلاله كل فرصة (إذ فاز بـ5 من آخر 8 سباقات)، أعاد ابن السائق السابق يوس فيرستابن السباق على اللقب إلى نقطة الصفر تقريباً قبل الجولة الختامية.

الأسابيع تمضي، وماكلارين يكرر الأخطاء ذاتها.. فبعد الخطأ الكبير في لاس فيغاس الذي انتهى باستبعاد سائقيه لاندو نوريس وأوسكار بياستري  معاً، اختار رجال زاك براون الاستراتيجية الخطأ مجدداً هذا الأحد.

وبينما كان التوقف مرتين إلزامياً، لم تستفد سيارات ماكلارين من دخول سيارة الأمان في اللفة السابعة للحصول على توقف “مجانِي”.

وإذا كان يمكن التماس العذر لأوسكار بياستري — الذي كان في الصدارة ولم يكن قادراً على توقع ما سيفعله الآخرون خلفه — فمن الصعب إيجاد تفسير لما حدث مع لاندو نوريس.

إذ كان من المنطقي أن يتبع البريطاني استراتيجية فيرستابن الذي كان أمامه مباشرة.. وبما أنه كان أسرع، فقد كان بإمكانه تجاوزه لاحقاً على الحلبة، أو على الأقل إنهاء السباق في المركز الثالث، وهو ما كان سيُعد نتيجة ممتازة.

لكن الخاسر الأكبر في نهاية المطاف هو بياستري.. فقد كان الأسترالي بوضوح نجم عطلة الأسبوع، لكن ذلك الخطأ ربما كلفه آخر آماله في المنافسة على اللقب، إذ تراجع بفارق 16 نقطة خلف نوريس و4 نقاط خلف فيرستابن.

أما نوريس فقد نجح في تقليل الخسائر بفضل خطأ كيمي أنتونيللي، الذي أتاح له إنهاء السباق في المركز الرابع. وهي مكاسب قد تغيّر كل شيء، إذ يكفيه الآن اعتلاء منصة تتويج في أبوظبي ليضمن اللقب.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى