غادر «ميتا» لتأسيس شركة ذكاء اصطناعي.. ياني لوكان يستعد لطرح جيل جديد من «النماذج»

أعلن ياني لوكان، الباحث الفرنسي البارز والحائز على جائزة تورينغ، عن تأسيس شركته الناشئة للذكاء الاصطناعي في العاصمة الفرنسية باريس، بعد فترة طويلة من عمله كنائب للرئيس والمدير العلمي لقسم الذكاء الاصطناعي في مجموعة “ميتا” الأمريكية.
المشروع الجديد، الذي ستكون “ميتا” شريكًا فيه دون أن تكون مستثمرًة، يهدف إلى تطوير ما يعرف بـ”الجيل القادم من نماذج الذكاء الاصطناعي” أو ما يُطلق عليه أحيانًا “نماذج العالم”، بحسب صحيفة “لوموند” الفرنسية.
وفي تصريحات خلال مؤتمر AI-Pulse الذي نظمته شركة Scaleway الفرنسية، قال لوكان إن «وادي السيليكون مشغول تمامًا بالنماذج الحالية للذكاء الاصطناعي التوليدي، ولإجراء أبحاث جديدة من هذا النوع، كان علينا الانتقال خارج الوادي… إلى باريس».
وأوضح أن الشركة ستكون عالمية وأنه سيكشف عن مزيد من التفاصيل في يناير/ كانون الثاني 2026.
كما أكد لوكان أن “ميتا” ستبقى شريكًا في المشروع، لكنها لن تكون مستثمرًة، مشيرًا إلى أن هذا القرار يعكس تقديرًا متبادلًا بينه وبين مارك زوكربيرغ، مؤسس “ميتا”، مع إبقاء الحرية الكاملة لتطوير تطبيقات تتجاوز نطاق “ميتا” الحالي.
من النماذج اللغوية الكبيرة إلى نماذج العالم
لطالما انتقد لوكان فكرة الاعتماد على النماذج اللغوية الكبيرة (LLM) وحدها لتحقيق ذكاء اصطناعي مماثل للذكاء البشري، واصفًا الفكرة بأنها “غير منطقية”.
ورغم فائدتها في كتابة الأكواد أو التعامل مع النصوص، يرى أن هذه النماذج تفتقر إلى القدرة على التعلم السريع من العالم الفيزيائي، مثل ما يستطيع الطفل البالغ خمس سنوات.
لذلك، يركز لوكان في مشروعه على تطوير ما يسميه «نموذجًا ذهنيًا» للذكاء الاصطناعي، قادرًا على التعلم من مقاطع الفيديو والملاحظة المباشرة للبيئة المحيطة، وهو ما من شأنه تمكين الآلة من التخطيط لسلسلة من الإجراءات، مثل محاكاة سلوك روبوت أو جهاز معقد في بيئة صناعية.
ويؤكد لوكان أن هذه النهج الجديدة، رغم صعوبتها، تشكل خطوة أساسية نحو الذكاء الاصطناعي الأكثر مرونة وتكيفًا، وتفتح المجال أمام بدائل أكثر تطورًا مقارنة بالنماذج الحالية المستخدمة في شركات مثل OpenAI وغوغل، وميتا.
باريس وجهة الابتكار
ويأتي قرار لوكان بتأسيس شركته في باريس بعد جهود بذلها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإقناعه بالعودة إلى فرنسا، حيث يمكّن الموقع الجديد الشركة من الاستفادة من بيئة أوروبية داعمة للبحث والابتكار، بعيدًا عن ضغوطات السوق الأمريكية.
وقال لوكان: “نحرز تقدمًا جيدًا”، مؤكدًا التزامه بالابتكار وتجربة نهج جديد في مجال الذكاء الاصطناعي، ما يجعل باريس مركزًا جديدًا لتطوير الجيل القادم من هذه التكنولوجيا.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز



