لغز الكرسي الثالث.. كواليس لقاء ترامب وزيلينسكي في الفاتيكان

بعد خلافهما الحاد أمام الكاميرات في البيت الأبيض وجد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ركنا هادئا لإجراء محادثات خلال جنازة بابا الفاتيكان.
وفي واحد من أقدس المواقع في الكنيسة الكاثوليكية، بدأت محادثات لإنهاء حرب أوكرانيا كشفت صحيفة “تلغراف” البريطانية بعضا من كواليسها.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قوله إنه يُعتقد أن الرئيس الأمريكي هو من دفع باتجاه عقد لقاء فردي مع نظيره الأوكراني زيلينسكي، الذي أخبر المسؤولين بعد محادثة استمرت 15 دقيقة أنها كانت “أكثر محادثة إيجابية” أجراها مع الأول على الإطلاق.
وكان المسؤولون الأوكرانيون قد طرحوا خلال محادثات السلام الأخيرة في لندن فكرة استخدام جنازة البابا فرنسيس كخلفية للقاء مباشر مع ترامب، لكنهم كانوا قلقين بشأن المظهر.
وقال مصدر أوروبي مطلع على المفاوضات “اعتقد الأوكرانيون أنه إذا كان الجميع موجودين في المدينة باستثناء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكانت عجلة السلام على وشك الانطلاق، فسيكون ذلك وقتًا مناسبًا”.
وبالنسبة للمملكة المتحدة، لم يتم ترتيب أي اجتماع رسمي قبل يوم الجنازة، ولم يُطالب رئيس الوزراء كير ستارمر أو يتوقع عقد لقاء مثل الذي جمعه مع ترامب وزيلينسكي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وبعدها انفصل ترامب، وزيلينسكي، عن المجموعة، وسارا نحو زاوية الكنيسة حيث وضع مسؤولو الفاتيكان، 3 كراسي على عجل وعندها اقترب ماكرون وصافح الرئيس الأوكراني بقوة ثم تبادل بعض الكلمات مع الرئيس الأمريكي.
ثم تم رفع الكرسي الثالث ليجلس ترامب وزيلينسكي وحدهما لتصفية الأجواء.
وثارت التساؤلات حول “سر الكرسي الثالث”، وما إذا كان مخصصًا لماكرون، أم لستارمر، أم لمترجم فوري. وتساءلت صحيفة “إل كورييري ديلا سيرا” الإيطالية “هل تم رفض طلب الرئيس الفرنسي الانضمام إليهما؟ أم أنه غادر، مُدركًا حاجة ترامب وزيلينسكي إلى التحدث مباشرةً؟”.
وبعد مصافحة زيلينسكي وماكرون جذب ترامب الأخير نحوه. ونقلت وسائل إعلام بريطانية عن قارئ شفاه قوله إن الرئيس الأمريكي قال لنظيره الفرنسي “أنت لستَ هنا، أحتاج منك معروفًا، لا يجب أن تكون هنا”، فيما ظهر زيلينسكي وهو يومئ برأسه.
كان البعض يخشى تكرار الخلاف الذي دار في المكتب البيضاوي، لكن ترامب بدأ اللقاء قائلا إن هجمات روسيا على المدنيين “مُقززة”.
وقال مصدر مُطلع على المحادثات إن الانطباع السائد هو أن ترامب “يشعر ببعض الضيق من هجوم روسيا على المدنيين في كييف”.
ووفقا لقارئ الشفاه، فإن زيلينسكي قال لترامب “أود منك أن تفعل ذلك، ولكن ليس بهذه الطريقة”.
وأوضحت مصادر دبلوماسية فرنسية أن الكرسي الثالث كان مُخصصًا لمترجم، وليس لماكرون، وقللت من شأن أي توترات.
وقالت المصادر لـ”تلغراف”: “أصيب الناس بالذهول بسبب الكرسي الثالث. كان من المفترض أن يكون للمترجم، لكنه تحول في النهاية إلى لقاء مباشر”.
وأضافت “التقى ماكرون بترامب قبل ذلك بقليل، ثم التقى بزيلينسكي بعده”.
وأصرت المصادر على أن فرنسا لم تُنظّم اللقاء، لكنها “سهّلت” الاجتماع، بينما كان الفاتيكان مسؤولاً عن “الخدمات اللوجستية”.
وعلمت “تلغراف” أن ستارمر لم يكن ينوي أن يكون جزءًا من المحادثة، حيث أجرى محادثاته الخاصة مع زيلينسكي في مقر إقامة السفير البريطاني في روما.
وفيما يتعلق بالجهة التي دفعت لعقد الاجتماع، قال ستيفن تشيونغ، مدير الاتصالات في البيت الأبيض، أن الأمر “كان متبادلاً”.
aXA6IDUuMTgyLjIwOS4xMTUg
جزيرة ام اند امز