مخطط لزعزعة أمن البلاد.. تفاصيل اعترافات «الخلية الإخوانية» بالأردن

بثّ التلفزيون الأردني، مساء الثلاثاء، اعترافات مصورة للمتهمين في قضايا تصنيع الصواريخ، التجنيد، التدريب، والطائرات المسيرة، والتي
أقروا فيها بأنشطتهم غير المشروعة ومخططاتهم التي كانت تستهدف الأمن الوطني الأردني.
وقد عرضت اعترافات المتهمين في قضية تصنيع الصواريخ، والمتهم الرئيس في قضية التجنيد الأولى، والمتهمان الرئيسيان في قضية التجنيد الثانية، واثنان من المتهمين في قضية الطائرات المسيرة.
الاعترافات التي بثّها التلفزيون الأردني تعكس حجم المؤامرات والتخطيط المتقن الذي كان يهدف إلى المساس بالأمن الوطني الأردني، وأن هذه العمليات كانت تدار من خلال شبكة معقدة تتوزع بين الأردن ولبنان ودول أخرى.
وعكس هذا الأمر الجاهزية العالية للأجهزة الأمنية في المملكة في التصدي لمثل هذه الأنشطة الإرهابية ومتابعة الخلايا المتورطة في مثل هذه الأعمال.
وشملت تفاصيل هذه القضايا:
قضية تصنيع الصواريخ
في اعترافاته، كشف المتهم عبدالله هشام، الذي يعمل في مجالات المقاولات والطاقة الشمسية، عن علاقته بجماعة الإخوان غير المرخصة التي بدأت في عام 2002 أثناء وجوده في المدارس والمساجد. وأشار عبدالله إلى أن بداية القصة كانت في عام 2021 عندما طرح عليه أحد أعضاء الجماعة المدعو إبراهيم، الذي يُحاكم أمام محكمة أمن الدولة، فكرة تصنيع صواريخ داخل الأردن. وأوضح عبدالله أنه تم تكليفه بمهمة إنشاء هياكل صواريخ معدنية، وأنه اقترح على إبراهيم أن يشارك في هذه المهمة قريبه معاذ الغانم.
وأضاف عبدالله أن المجموعة قررت السفر إلى لبنان للقاء مسؤولين من الجماعة هناك، حيث تم إخضاعهم لاختبارات أمنية، وبعدها تلقوا تدريباً على كيفية استخدام المخارط اليدوية في تصنيع أجزاء الصواريخ. عقب ذلك، عادوا إلى الأردن وبدأوا في تجهيز مستودع في الزرقاء، حيث تم استيراد المعدات اللازمة لتصنيع الصواريخ. كما أشار إلى أنهم بدأوا بتصنيع أجزاء من الصواريخ في مستودع آخر في منطقة النقيرة بعد أن تم شراء أرض هناك وتطويرها.
من جانبه، تحدث معاذ الغانم، المتهم الثاني في القضية، عن كيفية انضمامه إلى المشروع، حيث كشف عن أن علاقته بجماعة الإخوان بدأت عام 2010، وكان عضواً في أسرة إخوانية في منطقة شفا بدران. وتابع معاذ بأنه شارك في عدة زيارات إلى لبنان مع المتهم عبدالله للحصول على تدريب في مجال تصنيع الصواريخ.
وأضاف أن عبدالله اشتراهما ماكينات خاصة بالتصنيع، وبدأوا في تنفيذ المشروع داخل مستودع الزرقاء، ثم قاموا بإنشاء مستودع النقيرة، الذي تم تجهيزه لاستيعاب العمل على تصنيع الصواريخ.
أما المتهم محسن الغانم، خال المتهم عبدالله هشام، فقد اعترف بأنه كان يشارك في تمويل المشروع من خلال نقل الأموال من دول أخرى. وأوضح أنه تم تكليفه من قبل عبدالله بنقل أموال لشراء المعدات الضرورية، مثل الماكينات المتخصصة، وذلك عبر شركته الخاصة. وأشار محسن إلى أنه كان يجهل الهدف الفعلي لهذه الأموال والمعدات حتى تبين له في وقت لاحق أن المشروع كان يهدف إلى إنتاج أسلحة.
قضية التجنيد
في قضية التجنيد، اعترف المتهم خضر عبد العزيز، الذي كان يشغل منصب رئيس المكتب الإداري لجماعة الإخوان غير المرخصة في الزرقاء، بتجنيد شباب من الجماعة عبر تنظيم دورات فكرية وأمنية. وقال عبد العزيز إن نشاطات الجماعة كانت تهدف إلى تعزيز الفكر الإخواني غير المرخص، بالإضافة إلى تدريب الأفراد على الأنشطة غير المشروعة. وأقرّ بأنه كان عضواً في مجلس شورى الجماعة لفترتين، وكشف عن تفاصيل الأنشطة التي كانت تُنفذ في الخفاء لتجنيد الأفراد.
أما في قضية التجنيد الثانية، فقد اعترف المتهم مروان الحوامدة، الذي انضم إلى جماعة الإخوان قبل 13 عاماً، بتجنيد المتهم أنس أبو عواد. وقال مروان إنه التقى في إحدى الدول بشخص عرض عليه مهمة تجنيد شباب أردنيين لصالح الجماعة، وبالفعل تواصل مع أنس أبو عواد ودعاه للانضمام إلى نشاطات الجماعة. وأوضح مروان أن هؤلاء الشباب كانوا يتلقون تعليمات عبر وسائل مشفرة، وأنهم كانوا يتواصلون مع أفراد آخرين في دول مختلفة.
من جانبه، أكد أنس أبو عواد، الذي انضم إلى جماعة الإخوان في عام 2010، أن مروان الحوامدة عرض عليه فكرة تجنيد الشباب في الأردن. وأضاف أبو عواد أنه تم تزويده بهاتف مشفر للتواصل مع أفراد آخرين، كما تم تحديد أماكن سرية للقاء أفراد الجماعة في الأردن والخارج. وأشار إلى أنه تم توجيه بعض الأفراد للقيام بمهام خاصة مثل زرع ذاكرات رقمية تحتوي على معلومات في مواقع معينة داخل الأردن، منها مقابر شفا بدران وأم الحيران.
قضية الطائرات المسيرة
في قضية الطائرات المسيرة، اعترف المتهم علي قاسم بأنه قرر مع مجموعة من الشباب تصنيع طائرات مسيرة لاستخدامها في أنشطة غير قانونية.
وقال قاسم إنهم بدأوا العمل على الفكرة في أواخر عام 2023، حيث قرروا التعاون مع المهندس عبد العزيز هارون، الذي كان له خبرة في مجال الطيران. وأضاف أن الفريق كانت مهمته تصنيع هيكل الطائرة وبرمجة الدارة الكهربائية الخاصة بها، بينما كان هارون مسؤولاً عن تصميم هيكل الطائرة باستخدام مواد معينة.
وأوضح هارون أنه بحث في المواد التي يمكن استخدامها في تصنيع الطائرات المسيرة، ووجد أن “الكرتون المقوى” كان قد استخدم في صناعة طائرات مسيرة خلال الحرب الروسية الأوكرانية، لذلك قرر استخدامه في تصميم الطائرة. وأضاف أنه مع نجاح تجربته الأولى للطائرة في مزرعتهم، قرروا متابعة العمل على تصنيع طائرة مسيرة فعالة.
وأشار هارون إلى أن المتهم أحمد خليفة كان مسؤولاً عن موضوع البرمجة الكهربائية، وأنهم قاموا بتجربة الطائرة في العديد من المواقع، بما في ذلك مزرعة خاصة. واعترف هارون بأنهم كانوا يخططون لاستخدام الطائرات في أغراض غير قانونية وأنهم كانوا يتعاونون مع تجار أسلحة للحصول على المواد اللازمة لإنتاجها.
الاعترافات المصورة كشفت العديد من التفاصيل الدقيقة حول تحركات المتهمين بين الأردن ولبنان، كما بينت التعاون الدولي مع أطراف خارجية.
وأظهرت التحقيقات الأمنية التنسيق بين هذه الخلايا لتنفيذ أنشطة غير قانونية تمثل تهديدًا للأمن الوطني الأردني.
لكن الأجهزة الأمنية الأردنية تمكنت من إحباط المخططات في وقت مبكر، مؤكدة قدرة المملكة على التصدي للتحديات الأمنية من خلال العمل الأمني الداخلي والتعاون الدولي.
aXA6IDUuMTgyLjIwOS4xMTUg جزيرة ام اند امز